قوله: (وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)
الباء للتعدي ويكون توكيداً للكلام، كما يؤكد بالمصادر، كما يقال: "أجمعون أكتعون أبصعون، وقيل: للحال أيضاً.
الغريب: لما صح في التقسيم أنزلته فنزل فلم ينزل لمانع، أكد فقال:
وبالحق نزل وبالحق أنزلناه.
ومن الغريب: الحق الأول، الحقيقة. والثاني: المستحق، أي أتاكم ما تستحقونه.
العجيب: "الباء" بمعنى "على"، والحق: محمد - عليه السلام - أي
وعلى محمد نزل.
ومن الغريب: "أنزلناه" يعود إلى موسى لقوله: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ).
وقيل يعود إلى الوعد، وقيل: إلى تسع آيات.
قوله: (بَيِّنَاتٍ)
يجوز أن يكون منصوباً صفة لتسع، وجوز أن يكون
خفضا، صفة لآيات.
قوله: (وَقُرْآنًا).
منصوب بفعل دل عليه فرقناه.
الغريب: هو عطف على قوله: (مُبَشِّرًا، وَنَذِيرًا، وَقُرْآنًا)، أي وذا
قرآن.
قوله: (عَلَى النَّاسِ)، المفعول الثاني، "لتقرأه"
"عَلَى مُكْثٍ" حال، أي على سكون وتؤده.
وفي الحديث: أن النبي - عليه السلام - كان يقرأ القرآن قراءة لينة يتلبث فيها.
وعن ابن عباس: لأن أقرأ البقرة وأرتلها وأتدبر معانيها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله.
وقوله: (وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا)، أي شيئاً بعد شيء في عشرين سنة على حسب الحاجة (١)، وعن النبي - ﷺ -: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يَفْقَهْه، ثم

(١) الراجح أنه في ثلاث وعشرين سنة.


الصفحة التالية
Icon