حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (٣٤)
قوله: (حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢)
أي غربت الشمس ولم يتقدم ذكرها لكن العشي دل عليها.
الغريب: ابن عيسى: توارت الخيل بالحجاب، وهي مرابطها.
قوله: (رُدُّوهَا عَلَيَّ).
أي الخيل، وقيل: الشمس، تضرع إلى الله لما فاتته صلاة العصر.
فرد الله له الشمس فصلى. والخطاب في ردوها للملائكة.
قوله: (فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣)
قطع أعناقها، وعرقب أرجلها، لأنها منعته عن الصلاة.
الزجاج: أباح الله له ذلك. وقيل: ذبحها للفقراء والمساكين.
الغريب: ابن عباس: مسح أعناقها وأسواقها بيده حبْاً لها (١)، أي غسلها.
وقيل: مسح الغبار عنها.
العجيب: وسم أعناقهن وسوقهن وجعلهن في سبيل الله.
قوله: (وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا).
ذهب جماعة: إلى أن الجسد هو الشيطان الذي جلس على كرسيه
أيام نزع الله ملكه، واسمه ضحى، وقيل: آصف، وذلك أنه سَرَقَ خاتم
سليمان من تحت رأسه، وكان نائماً، وقيل: دخل المتوضأ فدفع خاتمه
إلى جرادة جارية له، فتمثل لها الشيطان على صورة سليمان فدفعت إليه
الخاتم. وقيل: قال سليمان للشيطان: كيف تفتنون الناس، قال: أرني
خاتمك أخبرك، فلما أعطاه إياه نبذه في البحر وقعد مكانه.
وقيل: وطىء امرأة في الحيض، وقيل: رخص لإحدى نسائه أن تتخذ تمثالًا على صورة

(١) بل هو الراجح الذي يتوائم مع رحمة النبوة تكريما لتلك الخيل - لا لذاتها - ولكن لما هو منوط بها من أمر جليل هو الجهاد في سبيل الله تعالى. والله أعلم وأحكم.


الصفحة التالية
Icon