ومن الغريب: ابن عباس: الآية خاصة في الأنبياء وهب الله للوط
بنات، ولإبراهيم - عليه السلام - بنين، ولمحمد - عليه السلام - بنين وبنات، وجعل عيسى ويحى عَقِيمًا.
العجيب: "يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا" الدنيا، "وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ"
الآخرة، "أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا" الدنيا والآخرة، "وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا" لا دنيا له ولا عقبى "إنه عليم" بمصالح العباد، "قدير" قادر على الكمال.
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ
قوله: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا).
نفثاً في الروع، وإلهاماً، كما كان لداود - عليه السلام -، فإنه ألهم
الزبور فكتب حفظا.
قوله: (أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ)
كما كلم الله موسى، (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا)، جبريل (فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ).
الغريب: ابن عباس: نزل جبريل على كل نبي، فلم يره منهم، إلا
محمد وعيسى وموسى وزكريا - عليهم السلام -.
وجعل إرسال الرسول أحد أقسام الكلام، قوله: (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا) - لا ينتصب ب "أن " في قوله: "أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ"، لأن الحمل عليه إنكار
لإرسال الرسل، وذلك كفر، بل هو منصوب بإضمار أن، والتقدير الا وحيا أو إرسالاً رسولاً، والمعنى، إلا أن يوحي وحياً، أو أن يرسل رسولاً، ومن رفع "يرسل " فيوحي" فهو استئناف، أو عطف على الحال، فإن التقدير إلا موحياً، أو يرسل رسولاً فيوحي، وقوله: (أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ).
"من" متعلق بمضمر تقديره أو أن يكلم من وراء حجاب، ولبعد تعلقه بقوله: (أن يكلمه الله)، لأن ما قبل الاستثناء لا يعمل فيما بعد إلا، وأجاز أبو علي ذلك في الظرف خاصة، وها هنا ظرف.


الصفحة التالية
Icon