أي: لا يسأل سؤال استعلام لما في الآية الأخرى وهو قوله: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ).
وحيث قال (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ)
يريد سؤال توبيخ وتقريع، والمعنى لا يقال لهم ما فعلتم لأن الملائكة عرفوا ما فعل القوم بسيماهم، بل يقولون لهم لم فعلتم كذا وكذا.
ابن عباس: القيامة مواقف.
قوله: (عَنْ ذَنْبِهِ)
ضمير مقدم، أي: لا يسأل إنس عن ذنبه ولا جان عن ذنبه.
الغريب: لا يسأل عن ذب المذنب إنس ولا جان، أي: لا يؤخذ أحد
بذنب غيره.
قوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦).
الجمهور أجروهما على التثنية.
الغريب: الفراء: هي جنة واحدة، لكن العرب قد تجري الواحد
مجرى التثنية. قال:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ... قطعته بالسَمت لا بالسَمتين
قال وهو معه واحد بدليل قوله: قطعه. والظاهر قول الجمهور
لقوله (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)، فقد صارت أربعاً، ثم قال: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ).
قوله: (مُدْهَامَّتَانِ (٦٤).
صفة لقوله "جَنَّتَانِ".
وقوله: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥)
اعتراض بين الصفة والموصوف وكذلك ما بعده.
(١) ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنْ... ظهراهُما مثلُ ظهورِ التُّرْسَيْنْ
جبتهما بالنعت لا بالنعتين
لخطام المجاشعي. وقيل: لهميان بن قحافة. والمهمه: المفازة. والقذف - بالتحريك -: الذي يقذف سالكه فلا يمكث فيه أحد. وقيل: البعيد. والمرت - بالسكون -: القفر لا ماء فيه ولا نبات. والترس: حيوان ناتئ الظهر. وثنى ظهراهما على الأصل، وجمع فيما بعد لأمن اللبس، ولأنه ربما كره اجتماع تثنيتين، لا سيما عند تتابع التثنية كما هنا. وقال النحاة: كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه، يختار في لفظه الجمع لتعدد معناه وكراهة اجتماع تثنيتين في اللفظ. ويجوز مجيئه على الأصل كما هنا. ويجوز إفراده كقوله:
حمامة بطن الواديين ترنمي
والجواب: القطع. والنعت: الوصف، ويروى: «بالسمت لا بالسمتين» والسمت: الهيئة والقصد والجهة والطريق والمراد أنهما وصفا، أو ذكرت هيأتهما له مرة واحدة. يقول: رب موضعين قفرين لا أنيس فيهما، لهما ظهران مرتفعان، كظهرى الترسين، قطعتهما بالسير بنعت واحد، لا بوصفهما لي مرتين أو ثلاثة كغيرى. ويجوز أن المعنى بذكر نعت واحد من نعوتها، لا بذكر نعتين، فالنعت بمعنى الصفة القائمة بالشيء. وفي الكلام دلالة على شجاعته وحذقه.