عن. وقيل: (ما يتعاقبان، كقوله: (فاسأل به خبيراً).
وإن حمل على معنى السيل، فالباء للتعدي كما تقول سال الوادي بالماء، أي أساله.
قوله: (للكافرين).
قيل: صلة للسائل، أي سائل الكافرين، وقيل: اللام بمعنى من، أي
من الكافرين، وقيل: صفة لعذاب، أي بعذاب الكافرين، واللام لام
الاستحقاق. وقيل: متصل بواقع، ومحله نصب، أي يقع لهم. وقيل: بمعنى
على، أي يقع عليهم.
العجيب: قَولُ من قال: "اللام" بمعنى عن، والتقدير ليس يقع عنهم.
بعيد لأن اللفظ لا ينبىء عنه، وإن جعل بمعنى عن، ووصل بدافع صح، أي
ليس يدفع عن الكافرين.
قوله: (مِنَ اللَّهِ).
صفة للعذاب، وقيل: واقع من الله، أي من أمره وبأمره. وقيل: متصل
بدافع أي يدفعه من إلله.
قوله: (كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ.
الجملة صفة ليوم وهو يوم القيامة، وقال في سورة أخرى (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ).
ابن عباس: هما يومان: ذكرهما الله في كتابه، وأكره
أنَ أقول في كتاب الله ما لا أعلم. وقال بعضهم: أي لو تولى حساب غير الله لفرغ منه في خمسين ألف سنة، وقيل: الملك يصعد في يوم من أيام الدنيا
ما لو صعد فيه آدمي لصعد في خمسين ألف سنة، وذلك أنه يصعد من منتهى
أسفل الأرض السابعة إلى ما فوق السماء السابعة إلى العرش.
وقيل: القيامة مواقف مختلفة مقدار بعضها ألف سنة، ومقدار بعضها خمسون ألف سنة،


الصفحة التالية
Icon