العجيب: (اللام) متصل بقوله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) (لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى).
قوله: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ).
لم يقل: بيدك، لاحتمال أن يكون في يساره خاتم أو شيء آخر.
فكان يلتبس عليه الجواب.
وذهب بعض النحاة: إلى قوله: (بِيَمِينِكَ)
صلة لى (تِلْكَ) فإن أسماء الإشارة قد توصل، كما توصل الذي وبابه.
وأنشد:
عَدَسْ ما لعَبَّادٍ عليك إمارَةٌ... أَمِنْتِ وهذا تَحْملين طليقُ
وذهب بعضهم إلى أن (بِيَمِينِكَ) حال.
قوله: (هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا) إلى آخر الآية.
الجواب المطابق، أن يقال: في هذا عصا، إنما زاد على ذلك
مخافة أن يؤمر بطرحها، كما أمر بخلع النعلين.
الغريب: في الآية، إضماران، أحدهما: أنه لما قيل له: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى)، قال موسى: عصا، ثم قيل له: ولمن هي قال
عصاي.
والثاني: أنه قيل: وما تصنع بها، فقال: أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى، أجمل القول للهيبة التي علته.
وكان طول عصاه عشرة أذرع، ولها شعبتان ومحجن، وفي أسفلها سنان، وكانت من آس الجنة، فإذا طالت الشجرة جناها بالمحجن، فإذا أراد أن يكسر شيئاً منها لواه بالشعبتين، وكان يقاتل بها السباع، وإذا ورد ماء فقصر رشاؤُه وصله بها فشده في محجنها، وإذا حصل في البرية ركزها وألقى عليها كساءه، فاستظل بها، وإذا سار