وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا تُصِيبُهَا فِي شَرْقٍ وَلا فِي غَرْبٍ.
هِيَ فِي سَفْحِ جَبَلٍ، وَهِيَ شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ، وَهِيَ مِثْلُ الْمُؤْمِنِ.
لا شَرْقِيَّةٌ، لا نَصْرَانِيَّةٌ تُصَلِّي إِلَى الشَّرْقِ، وَلا غَرْبِيَّةٌ، وَلا يَهُودِيَّةٌ تُصَلِّي إِلَى الْمَغْرِبِ، إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
الْمَوْضِعُ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ غَرْبِيُّهُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ.
﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾ [النور: ٣٥] يَكَادُ زَيْتُ الزُّجَاجَةِ يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ وَهُوَ مِثْلُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ يَكَادُ أَنْ يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُبَيَّنَ لَهُ فِيمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ قَلْبُهُ مِنْ مُوَافَقَةِ الْحَقِّ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَفِيمَا يَذْهَبُ إِلَيْهِ مِنْ كَرَاهِيَةِ مَا نُهِيَ عَنْهُ.
وَهُوَ مَثَلٌ لِقَوْلِهِ: ﴿وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ [النور: ٣٥] قَالَ مُجَاهِدٌ: نُورُ النَّارِ عَلَى الزَّيْتِ فِي الْمِصْبَاحِ، فَكَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا تَبَيَّنَ لَهُ صَارَ نُورًا عَلَى نُورٍ كَمَا صَارَ الْمِصْبَاحُ حِينَ جَعَلْتَ فِيهِ النَّارَ نُورًا عَلَى نُورٍ.
فَكَذَلِكَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ نُورًا عَلَى نُورٍ، نُورُ الزُّجَاجَةِ، وَنُورُ الزَّيْتِ، وَنُورُ الْمِصْبَاحِ.
﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ﴾ [النور: ٣٥] قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي لِدِينِهِ.
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ [النور: ٣٥] يَعْنِي: نَبِيًّا مِنْ نَسْلِ نَبِيٍّ.
قَالَ: ﴿مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: ٣٥] قَوْلُهُ: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ﴾ [النور: ٣٦] ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْ تُبْنَى.
﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [النور: ٣٦] سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هِيَ الْمَسَاجِدُ.
- مَنْدَلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ».
- ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: