وَقَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ حَازِرًا حَزَرَ لِفِرْعَوْنَ فَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ يُولَدُ فِي هَذَا الْعَامِ غُلامٌ يَسْلِبُكَ مُلْكَكَ، فَتَتَبَّعَ أَبْنَاءَهُمْ يَقْتُلُهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ، فَلا يَقْتُلُهُنَّ حَذَرًا مِمَّا قِيلَ لَهُ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ [القصص: ٧].
قَالَ قَتَادَةُ: وَحْيُ إِلْهَامٍ، فَقَذَفَ فِي قَلْبِهَا، أَلْهَمَتْهُ، لَيْسَ بِوَحْيِ النُّبُوَّةِ.
﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ [القصص: ٧] أَنْ أَرْضِعِي مُوسَى.
﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ [القصص: ٧] الطَّلَبَ.
﴿فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾ [القصص: ٧]، أَيِ: الْبَحْرَ.
﴿وَلا تَخَافِي﴾ [القصص: ٧] عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ.
﴿وَلا تَحْزَنِي﴾ [القصص: ٧] أَنْ يُقْتَلَ.
﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: ٧] قَالَ قَتَادَةُ: فَجَعَلَتْهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ قَذَفَتْهُ فِي الْبَحْرِ.
﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ﴾ [القصص: ٨] قَالَ يَحْيَى: لا أَعْلَمُ إِلا أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْغَسَّالاتِ عَلَى النِّيلِ الْتَقَطَتْهُ.
قَالَ قَتَادَةُ: ﴿لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ [القصص: ٨]، أَيْ: لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا فِي دِينِهِمْ وَحَزَنًا لَهُمْ يُحْزِنُهُمْ بِهِ.