قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ: وَلَمْ يَلْتَفِتْ مِنَ الْفَرَقِ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وَلَمْ يَرْجِعْ.
فَقَالَ اللَّهُ: ﴿يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ {٣١﴾ اسْلُكْ يَدَكَ} [القصص: ٣١-٣٢]، أَيْ: أَدْخِلْ يَدَكَ.
﴿فِي جَيْبِكَ﴾ [القصص: ٣٢] قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ: فِي جَيْبِ قَمِيصِكَ.
﴿تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ [القصص: ٣٢]، أَيْ: مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ، وَهُوَ تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْرَجَهَا وَاللَّهِ كَأَنَّها مِصْبَاحٌ، فَعَلِمَ مُوسَى أَنْ قَدْ لَقِيَ رَبَّهُ.
قَالَ: ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ﴾ [القصص: ٣٢]، أَيْ: يَدَيْكَ.
﴿مِنَ الرَّهْبِ﴾ [القصص: ٣٢] قَالَ قَتَادَةُ: أَيْ: مِنَ الرُّعْبِ، إِلَى صَدْرِكَ يَذْهَبْ مَا فِي صَدْرِكَ مِنَ الرُّعْبِ، وَكَانَ قَدْ دَخَلَهُ فَزَعٌ وَفَرَقٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ.
قَالَ: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: ٣٢]، أَيْ: بَيَانَانِ مِنْ رَبِّكَ، يَعْنِي: الْعَصَا وَالْيَدَ فِي قَوْلِ مُجَاهِدٍ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: ﴿بُرْهَانَانِ﴾ [القصص: ٣٢]، أَيْ: بَيِّنَتَانِ ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾ [القصص: ٣٢] وَالْبُرْهَانُ فِي قَوْلِ الْحَسَنِ الْحُجَّةُ، أَيْ: حُجَّتَانِ مِنْ رَبِّكَ.


الصفحة التالية
Icon