حبس لِأَنَّهُمَا بكران وَلَكِن يعيران ليتوبا ويندما ﴿فَإِن تابا﴾ يَعْنِي من الْفَاحِشَة ﴿وأصلحا﴾ يَعْنِي الْعَمَل ﴿فأعرضوا عَنْهُمَا﴾ يَعْنِي لَا تسمعوهما الْأَذَى بعد التَّوْبَة ﴿إِن الله كَانَ تَوَّابًا رحِيما﴾ فَكَانَ هَذَا يفعل بالبكر وَالثَّيِّب فِي أول الْإِسْلَام ثمَّ نزل حد الزَّانِي فَصَارَ الْحَبْس والأذى مَنْسُوخا نسخته الْآيَة الَّتِي فِي السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا النُّور (الزَّانِيَة وَالزَّانِي
) (النُّور الْآيَة ٢)
وَأخرج ابْن جرير عَن عَطاء ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ قَالَ: الرجل وَالْمَرْأَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ قَالَ: ثمَّ ذكر الْجَوَارِي والفتيان الَّذين لم ينكحوا فَقَالَ ﴿واللذان يأتيانها مِنْكُم﴾ الْآيَة
فَكَانَت الْجَارِيَة والفتى إِذا زَنَيَا يعنفان ويعيران حَتَّى يتركا ذَلِك
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿فَإِن تابا وأصلحا فأعرضوا عَنْهُمَا﴾ قَالَ: عَن تعييرهما
الْآيَة ١٧ - ١٨
أخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله ﴿إِنَّمَا التَّوْبَة على الله﴾ الْآيَة
قَالَ: هَذِه للْمُؤْمِنين
وَفِي قَوْله ﴿وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات﴾ قَالَ: هَذِه لأهل النِّفَاق ﴿وَلَا الَّذين يموتون وهم كفار﴾ قَالَ: هَذِه لأهل الشّرك
وَأخرج ابْن جرير عَن الرّبيع قَالَ: نزلت الأولى فِي الْمُؤمنِينَ وَنزلت الْوُسْطَى فِي الْمُنَافِقين وَالْأُخْرَى فِي الْكفَّار