وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ﴿الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ مِنْهُم: الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَالْعَاص بن وَائِل والْحَارث بن قيس وَالْأسود بن الْمطلب وَالْأسود بن عبد يَغُوث وَأَبُو هَبَّار بن الْأسود
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَليّ ﴿إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ قَالَ: خَمْسَة من قُرَيْش كَانُوا يستهزئون برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُم الْحَارِث بن عيطلة وَالْعَاص بن وَائِل وَالْأسود بن عبد يَغُوث والوليد بن الْمُغيرَة
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أنَاس بِمَكَّة فَجعلُوا يغمزون فِي قَفاهُ وَيَقُولُونَ: هَذَا الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي وَمَعَهُ جِبْرِيل
فغمز جِبْرِيل بِأُصْبُعِهِ فَوَقع مثل الظفر فِي أَجْسَادهم فَصَارَت قروحاً نتنة
فَلم يسْتَطع أحد أَن يدنوا مِنْهُم
وَأنزل الله ﴿إِنَّا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن عِكْرِمَة قَالَ: مكث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة خمس عشرَة سنة مِنْهَا أَربع أَو خمس يدعوا إِلَى الإِسلام سرا وَهُوَ خَائِف حَتَّى بعث الله على الرِّجَال الَّذين أنزل فيهم ﴿انا كَفَيْنَاك الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ ﴿الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين﴾ والعضين بِلِسَان قُرَيْش السحر
وَأمر بعدوانهم فَقَالَ: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤمر وَأعْرض عَن الْمُشْركين﴾ ثمَّ أَمر بِالْخرُوجِ إِلَى الْمَدِينَة فَقدم فِي ثَمَان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ثمَّ كَانَت وقْعَة بدر ففيهم أنزل الله (وَأَن يَعدكُم الله إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لكم) (الْأَنْفَال آيَة ٥) وَفِيهِمْ نزلت (سَيهْزمُ الْجمع) (الْقَمَر آيَة ٤٥) وَفِيهِمْ نزلت: (حَتَّى إِذا أَخذنَا مترفيهم بِالْعَذَابِ) وَفِيهِمْ نزلت (ليقطع طرفا من الَّذين كفرُوا) (آل عمرَان آيَة ١٢٧) وَفِيهِمْ نزلت (لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء) أَرَادَ الله الْقَوْم وَأَرَادَ رَسُول الله العير وَفِيهِمْ نزلت (ألم تَرَ إِلَى الَّذين بدلُوا نعْمَة الله كفرا
) (إِبْرَاهِيم آيَة ٢٨) الْآيَة
وَفِيهِمْ نزلت (قد كَانَ لكم آيَة فِي فئتين التقتا) (آل عمرَان أَيَّة ١٣) فِي شَأْن العير (والركب أَسْفَل مِنْكُم) (الْأَنْفَال آيَة ٤٢) أخذُوا أَسْفَل الْوَادي
فَهَذَا كُله فِي أهل بدر وَكَانَت قبل بدر بشهرين سَرِيَّة يَوْم قتل ابْن الْحَضْرَمِيّ ثمَّ كَانَت أحد ثمَّ يَوْم الْأَحْزَاب بعد أحد بِسنتَيْنِ ثمَّ كَانَت الْحُدَيْبِيَة - وَهُوَ يَوْم