قَالَ: قَالَت الْعَرَب (لَوْلَا أنزل علينا الْمَلَائِكَة) (الْمَائِدَة آيَة ٧٣) قَالَ الله: مَا أرْسلت الرُّسُل إِلَّا بشرا ﴿فاسألوا﴾ يَا معشر الْعَرَب ﴿أهل الذّكر﴾ وهم أهل الْكتاب من الْيَهُود وَالنَّصَارَى الَّذين جَاءَتْهُم قبلكُمْ ﴿إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ﴾ أَن الرُّسُل الَّذين كَانُوا من قبل مُحَمَّد كَانُوا بشرا مثله فَإِنَّهُم سيخبرونكم أَنهم كَانُوا بشرا مثله
وَأخر الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس ﴿فاسألوا أهل الذّكر﴾ يَعْنِي مُشْركي قُرَيْش أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فِي التَّوْرَاة والإِنجيل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله: ﴿فاسألوا أهل الذّكر﴾ قَالَ: نزلت فِي عبد الله بن سَلام وَنَفر من أهل التَّوْرَاة وَكَانُوا أهل كتب يَقُول: فاسألوهم ﴿إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ﴾ أَن الرجل ليُصَلِّي ويصوم ويحج ويعتمر وَأَنه لمنافق
قيل: يَا رَسُول الله بِمَاذَا دخل عَلَيْهِ النِّفَاق قَالَ: يطعن على إِمَامه وإمامه من قَالَ الله فِي كِتَابه: ﴿فاسألوا أهل الذّكر أَن كُنْتُم لَا تعلمُونَ﴾
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله: لَا يَنْبَغِي للْعَالم أَن يسكت عَن علمه وَلَا يَنْبَغِي للجاهل أَن يسكت عَن جَهله
وَقد قَالَ الله ﴿فاسألوا أهل الذّكر إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ﴾ فَيَنْبَغِي لِلْمُؤمنِ أَن يعرف عمله على هدى أم على خِلَافه
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾ قَالَ: الْآيَات ﴿والزبر﴾ قَالَ: الْكتب
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ عَن أَصْحَابه فِي قَوْله: ﴿بِالْبَيِّنَاتِ والزبر﴾ قَالَ: ﴿الْبَينَات﴾ الْحَلَال وَالْحرَام الَّذِي كَانَت تَجِيء بِهِ الْأَنْبِيَاء ﴿والزبر﴾ كتب الْأَنْبِيَاء ﴿وأنزلنا إِلَيْك الذّكر﴾ قَالَ: هُوَ الْقُرْآن
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿لتبين للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم﴾ قَالَ: مَا أحل لَهُم وَمَا حرم عَلَيْهِم
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿لتبين للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم﴾ قَالَ: أرْسلهُ الله إِلَيْهِم ليتَّخذ بذلك الْحجَّة عَلَيْهِم