ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت هَذِه الْآيَة ﴿وَضرب الله مثلا رجلَيْنِ أَحدهمَا أبكم﴾ فِي رجلَيْنِ أَحدهمَا عُثْمَان بن عَفَّان وَمولى لَهُ كَافِر وَهُوَ أسيد بن أبي الْعيص كَانَ يكره الْإِسْلَام وَكَانَ عُثْمَان ينْفق عَلَيْهِ ويكفله ويكفيه الْمُؤْنَة وَكَانَ الآخر ينهاه عَن الصَّدَقَة وَالْمَعْرُوف فَنزلت فيهمَا
وَأخرج ابْن سعد وَابْن أبي شيبَة وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه والضياء فِي المختارة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وَمن يَأْمر بِالْعَدْلِ﴾ قَالَ: عُثْمَان بن عَفَّان
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي الْآيَة قَالَ: هَذَا مثل ضربه الله للآلهة أَيْضا
أما الأبكم فالصنم فَإِنَّهُ أبكم لَا ينْطق ﴿وَهُوَ كل على مَوْلَاهُ﴾ يُنْفقُونَ عَلَيْهِ وعَلى من يَأْتِيهِ وَلَا ينْفق عَلَيْهِم وَلَا يرزقهم ﴿هَل يَسْتَوِي هُوَ وَمن يَأْمر بِالْعَدْلِ﴾ وَهُوَ الله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿أَحدهمَا أبكم﴾ قَالَ: هُوَ الوثن ﴿هَل يَسْتَوِي هُوَ وَمن يَأْمر بِالْعَدْلِ﴾ قَالَ: الله
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿كل﴾ قَالَ: الْكل الْعِيَال
كَانُوا إِذا ارتحلوا حملوه على بعير ذَلُول وَجعلُوا مَعَه نَفرا يمسكونه خشيَة أَن يسْقط فَهُوَ عناء وَعَذَاب وعيال عَلَيْهِم ﴿هَل يَسْتَوِي هُوَ وَمن يَأْمر بِالْعَدْلِ وَهُوَ على صِرَاط مُسْتَقِيم﴾ يَعْنِي نَفسه
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود أَنه قَرَأَ خبر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿وَمَا أَمر السَّاعَة إِلَّا كلمح الْبَصَر﴾ هُوَ أَن يَقُول: كن أَو أقرب فالساعة ﴿كلمح الْبَصَر أَو هُوَ أقرب﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ فِي قَوْله: ﴿كلمح الْبَصَر﴾ يَقُول: كلمح ببصر الْعين من السرعة
أَو ﴿أقرب﴾ من ذَلِك إِذا أردنَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله: ﴿وَمَا أَمر السَّاعَة إِلَّا كلمح الْبَصَر أَو هُوَ أقرب﴾ قَالَ: هُوَ أقرب وكل شَيْء فِي الْقُرْآن أَو فَهُوَ هَكَذَا (مائَة ألف أَو يزِيدُونَ) وَالله أعلم


الصفحة التالية
Icon