أَسحر منا وَإِن كَانَ من رب الْعَالمين فَلَمَّا كَانَ من أَمرهم ﴿خروا سجدا﴾ أَرَاهُم الله فِي سجودهم مَنَازِلهمْ الَّتِي إِلَيْهَا يصيرون فَعندهَا قَالُوا: ﴿لن نؤثرك على مَا جَاءَنَا من الْبَينَات﴾ إِلَى قَوْله: ﴿وَالله خير وَأبقى﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْقَاسِم بن أبي بزَّة قَالَ: لما وَقَعُوا سجدا رَأَوْا أهل النَّار وَأهل الْجنَّة وثواب أهليهما فَقَالُوا: ﴿لن نؤثرك على مَا جَاءَنَا من الْبَينَات﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وَمَا أكرهتنا عَلَيْهِ من السحر﴾ قَالَ: أَخذ فِرْعَوْن أَرْبَعِينَ غُلَاما من بني إِسْرَائِيل فَأمر أَن يعلمُوا السحر بالعوماء وَقَالَ: علموهم تَعْلِيما لَا يَغْلِبهُمْ أحد فِي الأَرْض
قَالَ ابْن عَبَّاس: فهم من الَّذين قَالُوا: ﴿إِنَّا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وَمَا أكرهتنا عَلَيْهِ من السَحَر﴾
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ فِي قَوْله: ﴿وَالله خير وَأبقى﴾ قَالَ: خير مِنْك أَن أطيع وَأبقى مِنْك عذَابا إِن عصي
وَأخرج مُسلم وَأحمد وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب فَأتى على هَذِه الْآيَة ﴿إِنَّه من يَأْتِ ربه مجرماً فَإِن لَهُ جَهَنَّم لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى﴾ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أما أَهلهَا الَّذين هم أَهلهَا فَإِنَّهُم لَا يموتون فِيهَا وَلَا يحيون وَأما الَّذين لَيْسُوا بِأَهْلِهَا فَإِن النَّار تميتهم إماتة ثمَّ يقوم الشفعاء فيشفعون فَيُؤتى بهم ضبائر على نهر يُقَال لَهُ الْحَيَاة أَو الْحَيَوَان فينبتون كَمَا ينْبت القثاء فِي حميل السَّيْل وَالله أعلم
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ثَلَاث من كن فِيهِ لم ينل الدَّرَجَات العلى: من تكهَّن أَو استقسم أَو رده من سَفَره طيرة
وَأخرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب عَن أبي الدَّرْدَاء سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من كَانَ وصلَة لِأَخِيهِ إِلَى سُلْطَان فِي مبلغ بر أَو مدفع مَكْرُوه رَفعه الله فِي الدَّرَجَات
وَأخرج ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عون بن عبد الله قَالَ: إِن الله ليدْخل خلقا الْجنَّة فيعطيهم حَتَّى يملوا وفوقهم نَاس فِي ﴿الدَّرَجَات العلى﴾ فَإِذا نظرُوا إِلَيْهِم عرفوهم فَيَقُول: يَا رَبنَا إِخْوَاننَا كُنَّا مَعَهم فَبِمَ فضلتهم علينا فَيُقَال: هَيْهَات
إِنَّهُم كَانُوا يجوعون حِين تشبعون ويظمؤون حِين تروون ويقومون حِين تنامون ويستحصون حِين تختصون