يَقُول: هَذَا الْقُرْآن فِيهِ ذكر الْحَلَال وَالْحرَام ﴿وَذكر من قبلي﴾ يَقُول: فِيهِ ذكر أَعمال الْأُمَم السالفة وَمَا صنع الله بهم وَإِلَى مَا صَارُوا ﴿بل أَكْثَرهم لَا يعلمُونَ الْحق فهم معرضون﴾ عَن كتاب الله ﴿وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول إِلَّا نوحي إِلَيْهِ أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدون﴾ قَالَ: أرْسلت الرُّسُل بالإخلاص والتوحيد لله لَا يقبل مِنْهُم حَتَّى يقولوه ويقروا بِهِ والشرائع تخْتَلف فِي التَّوْرَاة شَرِيعَة وَفِي الْإِنْجِيل شَرِيعَة وَفِي الْقُرْآن شَرِيعَة حَلَال وَحرَام فَهَذَا كُله فِي الْإِخْلَاص لله وتوحيد الله
الْآيَة ٢٧ - ٣٠
أخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَت الْيَهُود: إِن الله عز وَجل صاهر الْجِنّ فَكَانَت بَينهم الْمَلَائِكَة
فَقَالَ الله تَكْذِيبًا لَهُم ﴿بل عباد مكرمون﴾ أَي الْمَلَائِكَة لَيْسَ كَا قَالُوا بل هم عباد أكْرمهم الله بِعِبَادَتِهِ ﴿لَا يسبقونه بالْقَوْل﴾ يثني عَلَيْهِم ﴿وَلَا يشفعون﴾ قَالَ: لَا تشفع الْمَلَائِكَة يَوْم الْقِيَامَة ﴿إِلَّا لمن ارتضى﴾ قَالَ: لأهل التَّوْحِيد
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿إِلَّا لمن ارتضى﴾ قَالَ: لمن رَضِي عَنهُ
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿إِلَّا لمن ارتضى﴾ قَالَ: قَول لَا إِلَه إِلَّا الله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿إِلَّا لمن ارتضى﴾ قَالَ: الَّذين ارتضاهم لشهادة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله