وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ قَالَ: قَالَ كَعْب: لم يخلق الله بِيَدِهِ إِلَّا ثَلَاثَة
خلق آدم بِيَدِهِ والتوراة بِيَدِهِ وغرس جنَّة عدن بِيَدِهِ ثمَّ قَالَ: تكلمي
فَقَالَت: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ لما علمت فِيهَا من الْكَرَامَة
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد قَالَ: لما غرس الله الْجنَّة نظر إِلَيْهَا فَقَالَ: ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ: لما خلق الله الْجنَّة قَالَ ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ وَأنزل الله بِهِ قُرْآنًا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ يَعْنِي: سعد المصدقون بتوحيد الله
وَأخرج عبد بن حميد عَن طَلْحَة بن مصرف أَنه كَانَ يقْرَأ ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ بِرَفْع أَفْلح
وَأخرج عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ بِنصب (أَفْلح)
وَأخرج الطستي فِي مسَائِله عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ﴾ قَالَ: فازوا وسعدوا
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم
أما سَمِعت قَول لبيد
فاعقلي إِن كنت مَا تعقلي وَلَقَد أَفْلح من كَانَ عقل
- قَوْله تَعَالَى: الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون
أخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن مُحَمَّد ابْن سِيرِين قَالَ: نبئت أَن رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - كَانَ إِذا صلى يرفع بَصَره إِلَى السَّمَاء فَنزلت ﴿الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾
وَأخرج عبد بن حميد وَأَبُو دَاوُد فِي مراسيله وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من وَجه آخر عَن ابْن سِيرِين قَالَ: كَانَ النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - إِذا قَامَ فِي الصَّلَاة نظر هَكَذَا وَهَكَذَا يَمِينا وَشمَالًا فَنزلت ﴿الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾ فحنى رَأسه
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُحَمَّد ابْن سِيرِين قَالَ: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة ويلتفتون يَمِينا وَشمَالًا فَأنْزل الله ﴿قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون﴾ فَقَالُوا برؤوسهم فَلم يرفعوا أَبْصَارهم بعد ذَلِك فِي الصَّلَاة وَلم يلتفتوا يَمِينا وَلَا شمالاً