مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر فَقَرَأَ ﴿هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية﴾ فَقَرَأَ فِيهَا ﴿وزرابيّ مبثوثة﴾ متكئين فِيهَا ناعمين
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن عبد الله بن أبي الْهُذيْل أَن مُوسَى أَو غَيره من الْأَنْبِيَاء قَالَ: يَا رب كَيفَ يكون هَذَا مِنْك أولياؤك فِي الأَرْض حائفون يقتلُون وَيطْلبُونَ فَلَا يُعْطون وأعداؤك يَأْكُلُون مَا شاؤوا وَيَشْرَبُونَ مَا شاؤوا وَنَحْو هَذَا
فَقَالَ: انْطَلقُوا بعبدي إِلَى الْجنَّة فَينْظر مَا لم ير مثله قطّ إِلَى أكواب مَوْضُوعَة ونمارق مصفوفة وزرابيّ مبثوثة وَإِلَى الْحور الْعين وَإِلَى الثِّمَار وَإِلَى الخدم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون
فَقَالَ: مَا ضرّ أوليائي مَا أَصَابَهُم فِي الدُّنْيَا إِذا كَانَ مصيرهم إِلَى هَذَا ثمَّ قَالَ: انْطَلقُوا بعبدي هَذَا فَانْطَلق بِهِ إِلَى النَّار فَخرج مِنْهَا عنق فَصعِقَ العَبْد ثمَّ أَفَاق فَقَالَ: مَا نفع أعدائي مَا أَعطيتهم فِي الدُّنْيَا إِذا كَانَ مصيرهم إِلَى هَذَا قَالَ: لَا شَيْء
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ نَبِي من الْأَنْبِيَاء: اللَّهُمَّ العَبْد من عبيدك يعبدك ويطيعك ويجتنب سخطك تزوي عَنهُ الدُّنْيَا وَتعرض لَهُ الْبلَاء
وَالْعَبْد يعبد غَيْرك وَيعْمل بمعاصيك فتعرض لَهُ الدُّنْيَا وتزوي عَنهُ الْبلَاء
قَالَ: فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن الْعباد والبلاد لي كل يسبح بحمدي فَأَما عَبدِي الْمُؤمن فَتكون لَهُ سيئات فَإِنَّمَا أعرض لَهُ الْبلَاء وأزوي عَنهُ الدُّنْيَا فَتكون كَفَّارَة لسيئاته وأجزيه إِذا لَقِيَنِي وَأما عَبدِي الْكَافِر فَتكون لَهُ الْحَسَنَات فأزوي عَنهُ الْبلَاء وَأعْرض لَهُ الدُّنْيَا فَيكون جَزَاء لحسناته وأجزيه بسيئاته حِين يلقاني
وَالله أعلم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة قَالَ: لما نعت الله مَا فِي الْجنَّة عجب من ذَلِك أهل الضَّلَالَة فَأنْزل الله ﴿أَفلا ينظرُونَ إِلَى الإِبل كَيفَ خلقت﴾ وَكَانَت الإِبل عَيْشًا من عَيْش الْعَرَب وخولاً من خولهم ﴿وَإِلَى السَّمَاء كَيفَ رفعت وَإِلَى الْجبَال كَيفَ نصبت﴾ قَالَ: تصعد إِلَى الْجَبَل الصخور عَامَّة يَوْمك فَإِذا أفضت إِلَى أَعْلَاهُ أفضت إِلَى عُيُون منفجرة وأثمار متهدلة لم تغرسه الْأَيْدِي وَلم تعمله النَّاس نعْمَة من الله إِلَى أجل ﴿وَإِلَى الأَرْض كَيفَ سطحت﴾ أَي بسطت يَقُول: إِن الَّذِي خلق هَذَا قَادر على أَن يخلق فِي الْجنَّة مَا أَرَادَ


الصفحة التالية
Icon