وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي أحسن تَقْوِيم﴾ قَالَ: خلق كل شَيْء منكباً على وَجهه إِلَّا الإِنسان ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ إِلَى أرذل الْعُمر ﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات﴾ الْآيَة قَالَ: فأيما رجل كَانَ يعْمل عملا صَالحا وَهُوَ قويّ شَاب فعجز عَنهُ جرى لَهُ أجر ذَلِك الْعَمَل حَتَّى يَمُوت
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة ﴿والتين﴾ قَالَ: هُوَ هَذَا التِّين ﴿وَالزَّيْتُون﴾ قَالَ: هُوَ هَذَا الزَّيْتُون ﴿وطور سينين﴾ قَالَ: الطّور الْجَبَل وسينين هُوَ الْحسن بِالْحَبَشَةِ ﴿وَهَذَا الْبَلَد الْأمين﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي أحسن تَقْوِيم﴾ قَالَ: شباب وَشدَّة ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ قَالَ: رد إِلَى أرذل الْعُمر ﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات فَلهم أجر غير ممنون﴾ قَالَ: يُوفيه الله أجره وَعَمله فَلَا يؤاخذه إِذا رد إِلَى أرذل الْعُمر وَفِي لفظ قَالَ: من رد مِنْهُم إِلَى أرذل الْعُمر جرى لَهُ من الْأجر مثل مَا كَانَ يعْمل فِي صِحَّته وشبابه فَذَلِك الْأجر غير ممنون قَالَ: وَلَا يمن بِهِ عَلَيْهِم
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن ﴿والتين وَالزَّيْتُون﴾ قَالَ: تينكم هَذَا الَّذِي تَأْكُلُونَ وزيتونكم هَذَا الَّذِي تعصرون ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي أحسن تَقْوِيم﴾ قَالَ: فِي أحسن صُورَة ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ قَالَ: فِي نَار جَهَنَّم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله: ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي أحسن تَقْوِيم﴾ يَقُول: فِي أحسن صُورَة ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ قَالَ: فِي النَّار فِي شَرّ صُورَة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد عَن إِبْرَاهِيم ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي أحسن تَقْوِيم﴾ قَالَ: فِي أحسن صُورَة ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ قَالَ: إِلَى أرذل الْعُمر فَإِذا بلغُوا ذَلِك كتب لَهُم من الْعَمَل مثل مَا كَانُوا يعْملُونَ فِي الصِّحَّة
وَأخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله: عزَّ وَجل ﴿ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين﴾ قَالَ: هَذَا الْكَافِر من الشَّبَاب إِلَى الْكبر وَمن الْكبر إِلَى النَّار
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ يَقُول: فأضحوا لَدَى دَار الْجَحِيم بمعزل عَن الشعث والعدوان فِي أَسْفَل السّفل