قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: قَدْ كُتِبَ فِي الْقُرْآنِ حُرُوفٌ عَلَى غَيْرِ هِجَاءِ، مِثْلُ «الْعُلَمَاءُ» وَمِثْلُ بُرَءَؤُا لِأَنَّ نَظِيرَ الْعُلَمَاءِ الْعُلَمَاعُ، وَنَظِيرَ الْبُرَوا الْبُرَاعُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَمِمَّا يُكْتَبُ فِي الْمُصْحَفِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ فِي الْهِجَاءِ ﴿نَشَا﴾، كُتِبَ بَعْضُهَا بِالْوَاوِ، وَفِي هُودٍ ﴿نَشَؤُا﴾. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: الْهِجَاءُ فِي الْخَطِّ هُوَ الْهِجَاهُ بِالْهَاءِ، مِنْ أَنْ يَهْجَا الرَّجُلُ فِي الشِّعْرِ فَهُوَ بِلَا هَاءٍ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: زَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْمُصْحَفِ أَلْفَيْ حَرْفٍ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " مَنْ وَلِيَ ذَلِكَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ؟ قَالُوا: وَلِيَ ذَاكَ لَهُ يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا لَا أَشُكُّ أَنْ سَيَقْتُلُنِي، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ: مَا بَالُ ابْنِ زِيَادٍ زَادَ فِي الْمُصْحَفِ أَلْفَيْ حَرْفٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّهُ وُلِدَ بِكَلَّاءِ الْبَصْرَةِ فَتَوَالَتْ تِلْكَ عَنِّي قَالَ: صَدَقْتَ، فَخَلَّا عَنِّي، وَكَانَ الَّذِي زَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي الْمُصْحَفِ كَانَ مَكَانَهُ فِي الْمُصْحَفِ: «قَالُوا» قَافْ لَامْ، و «كَانُوا» كَافْ نُونْ وَاوْ، فَجَعَلَهَا عُبَيْدُ اللَّهِ: «قَالُوا» قَافْ أَلِفْ لَامْ وَاوْ