سُورَةُ الْمُلْكِ، ونُونَ، وَالْحَاقَّةِ، وسَأَلَ سَائِلٌ، ونُوحٍ، وَالْجِنِّ
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا يَمُوتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: «أَنَّهُنَّ نَزَلْنَ بِمَكَّةَ فَهُنَّ مِكِّيَّاتٌ» فِيهِنَّ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾ [المعارج: ٥] مَذْهَبُ ابْنِ زَيْدٍ: أَنَّ هَذَا مَنْسُوخٌ، وَأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْقِتَالِ، فَلَمَّا أَمَرَ بِالْقِتَالِ أَمَرَ بِالْغِلْظَةِ وَالشِّدَّةِ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ وَرَدَّ عَلَيْهِ هَذَا بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ صَابِرًا عَلَيْهِمْ -[٧٥٠]- صَبْرًا جَمِيلًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِ خِلَافٍ وَقْتٌ فَيَكُونُ كَمَا قَالَ ابْنُ زَيْدٍ وَفِيهِنَّ ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ [المعارج: ٢٥] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا فِي سُورَةِ وَالذَّارِيَاتِ بِمَا لَا يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى زِيَادَةٍ