المعنوي للقرآن في قطعة منه، وفي سورة سورة منه، وفيما بين سورة وسورة، ثم في جملته١.
٣- منهج الدكتور دراز في هذا الكتاب:
نهج الدكتور دراز في كتابه نهجًا فريدًا، فيقول: "راعيت في أكثر هذه البحوث شيئًا من التفصيل والتحليل، وشيئًا من التطبيق والتمثيل، فلم أكتفِ بالإشارة حيث تمكن العبارة، ولا بالبرهان إذا أمكن العيان؛ راجيًا بذلك أن تنفتح لها عيون الغافلين، فيجدوا نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، وأن تنشرح بها صدور المؤمنين، فيزدادوا إيمانًا مع إيمانهم٢.
ويمكننا تحديد أهم مرتكزات منهج الشيخ في النقاط الآتية٣:
١- القدرة على الإفادة من تجارب السابقين واعتماده التذوق والتفكر في الدراسة.
٢- امتلاك الشيخ للنفس الحساسة الذواقة البصيرة، فقد كانت له قدرة فائقة على الإحساس والتذوق.
٣- امتلاكه أدوات الذوق والمعرفة والقدرة على التمييز بين الأنماط البيانية المختلفة.
٤- اعتماده فكرة البيانية في دراسة الإعجاز البياني والبحث عن الخصائص التي انفرد بها القرآن.
٥- النظر الطويل والتأمل العميق في تراث سلفنا، لا سيما في ميدان التفسير، وعلوم
٢ مقدمة النبأ العظيم ١٣٠٤هـ - ١٩٣٣م.
٣ لمزيد من الإطلاع على منهج الشيخ في كتابه "النبأ العظيم" ننصح القارئ بالاطلاع على أطروحة الماجستير المقدمة من صديقنا الأستاذ الباحث النابه محمد أمين أبو شهبة: "الدكتور محمد عبد الله دراز وجهوده البلاغية".