اليوم خليات أخر، اكتمل به قوامه، وأخذ بها أهبته للخروج من نطاق الثقافة الجامعية، إلى فضاء الثقافة العالمية، لكي يتحدث إلى كل عقل واع ناقد، لا يأخذ إلا على بصيرة وبينة، ولا يذر ما يذر إلا على بصيرة وبينة؛ وإلى كل وجدان تجريبي ذائق لا يكتفي بالخبر عن المعاينة؛ ولا يستغني بالوزن عن الموازنة.
إنه حديث يبدأ من نقطة البدء...
فلا يتطلب من قارئه انضواءً تحت راية معينة؛ ولا اعتناقًا لمذهب معين، ولا يفترض فيه تخصصًا في ثقافة معينة؛ ولا حصولًا على مؤهل معين، بل إنه يناشده أن يعود بنفسه صحيفة بيضاء؛ إلا من فطرة سليمة؛ وحاسة مرهفة؛ ورغبة صادقة في الوصول إلى الحق في شأن هذا القرآن.
وإنه إذًا لواصل إن شاء الله.
في شعبان سنة ١٣٧٦هـ "مارس ١٩٥٧م"
محمد عبد الله دراز