والبلاغة والروعة.
ثم تراه يثبت بكل جدارة أن من سمات الإعجاز في النظم القرآني بأنه كله "إيجاز" لا إطناب فيه ولا مساواة؛ كما يقول جمهور البلاغيين والنقاد والأدباء واللغويين.
وفي تقرير هذه الحقيقة "الجديدة" يقول شيخنا الجليل:
"القرآن إيجاز كله، يستوي في ذلك مواضع الإطناب والإيجاز والمساواة التي أطبق علماء البلاغة على تقسيم الكلام إليها.
وأن ما من عبارة في القرآن توسم بالإطناب، أو الإيجاز أو المساواة إلا وهي في حاجة إلى بسط أكثر مما هي عليه".
وهذا الرأي ينفرد به أستاذنا الدكتور محمد عبد الله دراز وحده بين سلف الأمة وخلفها، وقد ساق نماذج كثيرة على توضيح هذا الرأي.
ثم ينتقل إلى بيان وجه جديد من وجوه الإعجاز القرآني وهو "الإيقاع الصوتي" ويضع بين يدي القراء تجارب سهلة يمكن أن يقوم بها كل سامع للقرآن وهو يتلى.
وهذه التجارب -كما عرضها الشيخ الملهم- أن تستمع للقرآن وهو يتلى، وبينك وبين من يتلو القرآن تلاوة جيدة مسافة مكانية، بحيث لا تسمع إلا الصوت يتردد في الفضاء، دون أن تميز بين الكلمات مفردة، ولا التراكيب، وإنما تسمع ذبذبات الصوت مجملة.
يقول الشيخ: إنك إذا فعلت ذلك سمعت إيقاعًا صوتيًّا عجيبًا غريبًا، يترك آثارًا في وجدان السامع لا عهد له به، ولا يمكن صدور هذا الإيقاع الصوتي الذي يسميه