﴿ قَالُواْ ﴾ فقالت الرسل ﴿ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾ [آية: ١٦] فإن كذبتمونا ﴿ وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ ﴾ [آية: ١٧] ما علينا إلا أن نبلغ ونعلمكم ونبين لكم أن الله وحده لا شريك. فقال القوم للرسل: ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ﴾ يقول: تشاءمنا بكم، وذلك أن المطر حبس عنهم، فقالوا: أصابنا هذا الشر يعنون قحط المطر من قبلكم ﴿ لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ ﴾ لئن لم تسكتوا عنا لنقتلنكم ﴿ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ ﴾ يعنى وليصيبنكم ﴿ مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آية: ١٨] يعنى وجيعاً.﴿ قَالُواْ ﴾ فقالت الرسل: ﴿ طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ﴾ الذى أصابكم كان مكتوباً فى أعناقكم ﴿ أَإِن ذُكِّرْتُم ﴾ أئن وعظتم بالله عز وجل تطيرتم بنا ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴾ [آية: ١٩] قوم مشركون والشرك أسرف الذنوب.﴿ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ ﴾ على رجليه اسمه حبيب بن ابريا، أعور نجار، من بنى إسرائيل كان فى غار يعبد الله عز وجل فلما سمع بالرسل أتاهم وترك عمله ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾ [آية: ٢٠] الثلاثة تومان، ويونس، وشمعون.﴿ ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُّهْتَدُونَ ﴾ [آية: ٢١] فأخذوه فرفعوه إلى الملك، فقال له: برئت منا وابتعت عدونا. فقال: ﴿ وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي ﴾ خلقنى ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [آية: ٢٢].
﴿ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً ﴾ لا تقد الألهة أن تشفع لى، فتكشف الضر عنى شفاعتها ﴿ وَلاَ يُنقِذُونَ ﴾ [آية: ٢٣] من الضر.﴿ إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [آية: ٢٤] لفى خسران بين أن اتخذت من دون الله جل وعز آلهة فوطىء حتى خرجت معاه من دبره، فلما أمر بقتله. قال: يا قوم ﴿ إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ ﴾ [آية: ٢٥] فقتل، ثم ألقى فى البئر، وهى الرس، وهم أصحاب الرس وقتل الرس الثلاثة.