﴿ فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾ كفار مكة ﴿ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ ﴾ من التكذيب ﴿ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾ [آية: ٧٦] يظهرون من القول بألستنهم حين قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: كيف يبعث الله هذا العظم علانية، نزلت فى أبى ابن خلف الجمحى فى أمر العظم، وكان قد أضحكهم بمقالته فهذا الذى أعلنوا، وذلك" أن أبا جهل، والوليد بن المغيرة، وعتبة وشيبة ابنى ربيعة، وعقبة، والعاص بن وائل، كانوا جلوساً، فقال لهم أبى بن خلف، قال لهم فى نفر من قريش: إن محمداً يزعم أن الله يحيى الموتى، وأنا آتيه بعظم فأساله كيف يبعث الله هذا؟ " فانطلق أبى بن خلف فأخذ عظماً بالياً، حائلاً نخراً، فقال: يا محمد، تزعم أن الله يحيى الموتى بعد إذ بليت عظامنا وكنا تراباً تزعم أن الله يبعثنا خلقاً جديدً، ثم جعل يفت العظام، ثم يذريه فى الريح، ويقول: يا محمد من يحيى هذا؟ فقال صلى لله عليه وسلم: " يحيى الله عز وجل هذا، ثم يميتك، ثم يبعثك، ثم يدخلك نار جهنم " ". فأنزل الله عز وجل فى أبى بن خلف: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ ﴾ يعنى أولم يعلم الإنسان ﴿ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ ﴾ [آية: ٧٧] بين الخصومة فيما يخاصم النبى صلى الله عليه وسلم عن البعث، ثم قال: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ﴾ وصف لنا شبها فى أمر العظم ﴿ وَنَسِيَ خَلْقَهُ ﴾ وترك المنظر فى بدء خلق نفسه إذ خلق من نطفة، ولم يكن قبل ذلك شيئاً فـ ﴿ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾ [آية: ٧٨] يعنى بالية.﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لأبى ﴿ يُحْيِيهَا ﴾ يوم القيامة ﴿ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ ﴾ خلقها ﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ من الدنيا ولم تك شيئاً ﴿ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [آية: ٧٩] عليم بخلقهم فى الدنيا عليم بخلقهم فى الآخرة بعد الموت خلقاً جديداً.﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ ﴾ [آية: ٨٠] فالذى يخرج من الشجر الأخضر النار، فهو قادر على البعث، ثم ذكر ما هو أعظم خلقاً من خلق الإنسان.