﴿ يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ ﴾ يعنى بالعدل ﴿ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ ﴾ فتحكم بغير حق ﴿ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ يقول يستنزلك الهوى عن طاعة الله تعالى ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ يعنى دين الإسلام ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ ﴾ يعنى بما تركوا الإيمان ﴿ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ ﴾ [آية: ٢٦].
﴿ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ﴾ يعنى لغير شىء خلقتهما لأمر هو كائن ﴿ ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ من أهل مكة أنى خلقتهما لغير شىء ﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ﴾ [آية: ٢٧] لما أنزل الله تبارك وتعالى فى " ن والقلم "﴿ إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ ﴾[القلم: ٣٤]، قال كفار قريش للمؤمنين: إنا نعطى من الخير فى الآخرة ما تعطون. فأنزل الله عز وجل: ﴿ أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ يعنى بنى هاشم، وبنى المطلب، أخوى بنى عبد مناف، فيهم على ابن أبى طالب، وحمزة بن عبدالمطلب، وجعفر بن أبى طالب، عليهم السلام، وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وطفيل بن الحارث بن المطلب، وزيد بن حارثة الكلبى، وأيمن بن أم أيمن، ومن كان يتبعه من بنى هاشم يقول: أنجعل هؤلاء ﴿ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾ بالمعاصى، نزلت فى بنى عبد شمس بن عبد مناف، فى عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة بن ربيعة، وحنظلة بن أبى سفيان، وعبيدة بن سعيد بن العاص، والعاص بن أبى أمية بن عبد شمس، ثم قال: ﴿ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ يعنى بنى هاشم، وبن المطلب فى الآخرة ﴿ كَٱلْفُجَّارِ ﴾ [آية: ٢٨].
﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ ﴾ يا محمد ﴿ مُبَارَكٌ ﴾ يعنى هو بركة لمن عمل بما فيه ﴿ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ ﴾ يعنى ليسمعوا آيات القرآن ﴿ وَلِيَتَذَكَّرَ ﴾ بما فيه من المواعظ ﴿ أُوْلُو ٱلأَلْبَابِ ﴾ [آية: ٢٩] يعنى أهل اللب والعقل.﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ﴾ ثم أثنى على سليمان، فقال سبحانه: ﴿ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ ﴾ وهذا ثناء على عبده سليمان نعم العبد.
﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [آية: ٣٠] يعنى مطيع.