﴿ فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلْخِزْيَ ﴾ يعنى العذاب ﴿ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ ﴾ مما أصابهم فى الدنيا ﴿ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٢٦].
ولكنهم لا يعلمون قوله: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا ﴾ يعنى وضعنا ﴿ لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ﴾ من كل شبه ﴿ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [آية: ٢٧] يعنى كى يؤمنوا به. ثم قال: وصفنا ﴿ قُرْآناً عَرَبِيّاً ﴾ ليفقهوه ﴿ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ يعنى ليس مختلفاً، ولكنه مستقيم ﴿ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [آية: ٢٨] ﴿ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً ﴾ وذلك أن كفار قريش دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه وإلى عبادة اللات والعزى ومناة، فضرب لهم مثلاً ولآلهتهم مثلاً الذين يعبدون من دون الله عز وجل، فقال: ﴿ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ ﴾ يعنى مختلفين يملكونه جميعاً، ثم قال: ﴿ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ ﴾ يعنى خالصاً لرجل لا يشركه فيه أحد، يقول: فهل يستويان؟ يقول: هل يستوى من عبد آلهة شتى مختلفة يعنى الكفار والذى يعبد رباً واحداً يعنى المؤمنين؟ فذلك قوله: ﴿ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ﴾ فقالوا: لا يعنى هل يستويان فى الشبهن فخصهم النبى صلى الله عليه وسلم. فقال: قل: ﴿ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ﴾ حين خصمهم ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٢٩] توحيدهم ربهم. فذلك قوله: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ ﴾ يعنى النبى صلى الله عليه وسلم ﴿ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ ﴾ [آية: ٣٠] يعنى أهل مكة ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ أنت يا محمد وكفار مكة يوم القيامة ﴿ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [آية: ٣١].