﴿ وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ﴾ من جنهم ﴿ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ يعنى بنجاتهم بأعمالهم الحسنة ﴿ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ ﴾ يقول: لا يصيبهم العذاب ﴿ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آية: ٦١] ﴿ ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [آية: ٦٢] يقول رب كل شىء من الخلق ﴿ لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ من أهل مكة ﴿ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ يعنى بآيات القرآن ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ ﴾ [آية: ٦٣] فى العقوبة ﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ ﴾ [آية: ٦٤] وذلك أن كفار قريش دعوا النبى صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائه فحذر الله عز وجل النبى صلى الله عليه وسلم أن يتبع دينهم فقال: ﴿ وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ﴾ من الأنبياء ﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ ﴾ بعد التوحيد ﴿ لَيَحْبَطَنَّ ﴾ يعنى ليبطلن ﴿ عَمَلُكَ ﴾ الحسن إضمار الذى كان ﴿ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ﴾ [آية: ٦٥] فى العقوبة. ثم أخبر بتوحيده، فقال تعالى: ﴿ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ ﴾ يقول: فوحد ﴿ وَكُن ﴾ له ﴿ مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ ﴾ [آية: ٦٦] فى نعمه فى النبوة والرسالة. قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ نزلت فى المشركين، يقول: وما عظموا الله حق عظمته ﴿ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ مطويات يوم القيامة بيمنه فيها تقديم فيهما كلاهما فى يمينه يعنى فى قبضته اليمنى، قال ابن عباس: يقبض على الأرض والسموات جميعاً فما يرى طرفها من قبضته ويده الأخرى يمين ﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ نزه نفسه عن شركهم ﴿ وَتَعَالَىٰ ﴾ وارتفع ﴿ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [آية: ٦٧] به.﴿ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ﴾ وهو القرن وذلك أن إسرافيل وهو واضع فاه على القرن يشبه البوق ودائرة رأس القرن كعرض السماء والأرض وهوشاخص ببصره نحو العرض، يؤمر فينفخ فى القرن فإذا نفخ فيه: ﴿ فَصَعِقَ ﴾ يعنى فمات ﴿ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ ﴾ من شدة الصوت والفزع من فيها من الحيوان، ثم استثنى ﴿ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ﴾ يعنى جبريل، وميكائيل، ثم روح جبريل، ثم روح إسرافيل، ثم يأمر ملك الموت، فيموت ثم يدعهم، فيما بلغنا أمواتاً أربعين سنة، ثم يحيى الله عز وجل إسرافيل، فيأمره أن ينفخ الثانية، فذلك قوله: ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ﴾ على أرجلهم ﴿ يَنظُرُونَ ﴾ [آية: ٦٨] إلى البعث الذى كذبوا به، فذلك قوله تعالى:﴿ يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾[المطففين: ٦] مقدار ثلاث مائة عام ﴿ وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ﴾ يعنى بنور ساقة، فذلك قوله تعالى:﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾[القلم: ٤٢] ﴿ وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ ﴾ الذى عملوا فى أيديهم ليقرءوه ﴿ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ ﴾ فشهدوا عليهم بالبلاغ ﴿ وَٱلشُّهَدَآءِ ﴾ يعنى الحفظة من الملائكة، فشهدوا عليهم بأعمالهم التى عملوها ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ ﴾ يعنى بالعدل ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [آية: ٦٩] فى أعمالهم.﴿ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ﴾ بر وفاخجر ﴿ مَّا عَمِلَتْ ﴾ فى الدنيا من خير أو شر ﴿ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [آية: ٧٠] يقول الرب تبارك وتعالى: أعلم بأعمالهم من النبيين والحفظة.