﴿ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ ﴾ يعنى كانوا نطفاً فخلقهم فهذه موتة وحياة، وأماتهم عند آجالهم، ثم بعثهم فى الآخرة، فهذه موتة وحياة أخرى، فهاتان موتتان وحياتان ﴿ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا ﴾ بأن البعث حق ﴿ فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴾ [آية: ١١] قالوا: فهل لنا كرة إلى الدنيا مثلها فى " حم عسق ". قوله: ﴿ ذَلِكُم ﴾ المقت فى التقديم إنما كان ﴿ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ ﴾ يعنى إذا ذكر الله ﴿ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ ﴾ به يعنى بالتوحيد ﴿ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ ﴾ يعنى وإن يعدل به تصدقوا، ثم قال: ﴿ فَٱلْحُكْمُ ﴾ يعنى القضاء ﴿ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ﴾ يعنى الرفيع فوق خلقه ﴿ ٱلْكَبِيرِ ﴾ [آية: ١٢] يعنى العظيم فلا شىء أعظم منه. قوله تعالى: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ ﴾ يعنى السماوات والأرض، والشمس، والقمر، والنجوم، والرياح، والسحاب، والليل، والنهار، والفلك فى البحر، والنبت، والثمار عاماً بعام ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً ﴾ يعنى المطر ﴿ وَمَا يَتَذَكَّرُ ﴾ فى هذا الصنع فيوحد الرب تعالى ﴿ إِلاَّ مَن يُنِيبُ ﴾ [آية: ١٣] إلا من يرجع. ثم أمر المؤمنين بتوحيده، فقال عز وجل: ﴿ فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ ﴾ يعنى موحدين ﴿ لَهُ ٱلدِّينَ ﴾ يعنى التوحيد ﴿ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ ﴾ [آية: ١٤] من أهل مكة، ثم عظم نفسه عن شركهم، فقال عز وجل: ﴿ رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ﴾ يقول: أنا فوق السماوات لأنها ارتفعت من الأرض سبع سماوات ﴿ ذُو ٱلْعَرْشِ ﴾ يعنى هو عليه، يعنى على العرش ﴿ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ﴾ يقول: ينزل الوحى من السماء بإذنه ﴿ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ من الأنبياء ﴿ لِيُنذِرَ ﴾ النبيون بما فى القرآن من الوعيد ﴿ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ ﴾ [آية: ١٥] يعنى يوم يلتقي الخالق والخلائق.