ثم وعظهم ليتفكروا، فقال: ﴿ وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾ ولم يكن رآه المؤمن قط، و ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ موسى ﴿ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾ يعنى ببينات تعبير رؤيا الملك البقرات السبع بالسنين.﴿ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ ﴾ يعنى مما أخبركم من تصديق الرؤيا ﴿ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ ﴾ عنى مات ﴿ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ ﴾ يعنى هكذا ﴿ يُضِلُّ ٱللَّهُ ﴾ عن الهدى إضمار ﴿ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ ﴾ يعنى من هو مشرك ﴿ مُّرْتَابٌ ﴾ [آية: ٣٤] يعنى شاك فى الله عز وجل، لا يوحد الله تعالى. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ﴾ يعنى بغير حجة ﴿ أَتَاهُمْ ﴾ من الله ﴿ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ نزلت فى المستهزئين من قريش يقول: ﴿ كَذَلِكَ ﴾ يعنى هكذا ﴿ يَطْبَعُ ٱللَّهُ ﴾ يعنى يختم الله عز وجل بالكفر ﴿ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [آية: ٣٥] يعنى قتال يعني فرعون تكبر عن عبادة الله عز وجل، يعنى التوحيد كقوله:﴿ إِن تُرِيدُ إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً ﴾[القصص: ١٩]، يعنى قتالاً.﴿ وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً ﴾ يعنى قصراً مشيداً من آجر ﴿ لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ ﴾ [آية: ٣٦] ﴿ أَسْبَابَ ٱلسَّمَاوَاتِ ﴾ يعنى أبواب السموات السبع يعنى باب كل سماء إلى السابعة ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ ﴾ ثم قال فرعون لهامان: ﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ ﴾ يعنى إنى لأحسب موسى ﴿ كَاذِباً ﴾ فيما يقول: إن فى السماء إلهاً.
﴿ وَكَـذَلِكَ ﴾ يقول: وهكذا ﴿ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ ﴾ أن يطلع إلى إله موسى، قال: ﴿ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾ يقول: وصد فرعون الناس حين قال لهم: ما أريكم إلا ما أرى فصدهم عن الهدى ﴿ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ﴾ [آية: ٣٧] يقول: وما قول فرعون إنه يطلع إلى إله موسى إلا خسار.


الصفحة التالية
Icon