﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾ يعنى بالنصر فى الدنيا الحجة التى معهم مإلى العباد ﴿ وَ ﴾ نصرهم فى الآخرة ﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ ﴾ [آية: ٥١] يعنى الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ، ويشهدون على الكفار بتكذيبهم، والنصر للذين آمنوا: أن الله تبارك وتعالى أجاهم مع الرسل من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. ثم أخبر عن ذلك اليوم، فقال: ﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ يعنى المشركين ﴿ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ ﴾ يعنى العذاب ﴿ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ ﴾ [آية: ٥٢] الضلالة نار جهنم.﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ﴾ يعنى أعطيناه ﴿ ٱلْهُدَىٰ ﴾ يعنى التوراة هدى من الضلالة ﴿ وَأَوْرَثْنَا ﴾ من بعد موسى ﴿ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ ﴾ [آية: ٥٣].
﴿ هُدًى ﴾ من الضلالة ﴿ وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ﴾ [آية: ٥٤] يعنى تفكراً لأهل اللب، والعقل. قوله: ﴿ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ وذلك أن الله تبارك وتعالى وعد النبى صلى الله عليه وسلم متى يكون هذا الذى تعدنا؟ يقولون ذلك استهزاء وتكذيباً بأنه غير كائن، فأنزل الله عز وجل يعزى نبيه صلى الله عليه وسلم على تكذيبهم إياه بالعذاب، فقال: ﴿ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ فى العذاب أنه نازل بهم القتل ببدر، وضرب الملائكة الوجوه والأدبار، وتعجيل أرواحهم إلى النار، فهذا العذاب ﴿ وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِبْكَارِ ﴾ [آية: ٥٥] يعنى وصل بأمر ربك بالغداة، يعنى صلاة الغداة، وصلاة العصر. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ وذلك أن اليهود قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: إن صاحبنا يبعث فى أخر الزمان، وله سلطان يعنون الدجال، ماء البحر إلى ركبته، والسحاب فوق رأسه، فقال.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ يعنى يمارون فى آيات الله، لأن الدجال آية من آيات الله عز وجل ﴿ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ﴾ يعنى بغير حجة أتتهم من الله، إضمار بأن الدجال كما يقولون، يقول الله عز وجل: ﴿ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ﴾ يقول: ما فى قلوبهم إلا عظمة ﴿ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ ﴾ إلى ذلك الكبر لقولهم: إن الدجال يملك الأرض ﴿ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ ﴾ يا محمد من فتنة الدجال ﴿ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لقولهم يعنى اليهود ﴿ ٱلْبَصِيرُ ﴾ [آية: ٥٦] به. ثم قال: ﴿ لَخَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ ﴾ يعنى بالناس فى هذا الموضع الدجال وحده يقول: خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس، يقول: هما أعظم خلقاً من خلق الدجال ﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [آية: ٥٧] يعنى اليهود.