﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾ وذلك أن كفار مكة من قريش قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على هذا الذى أتيتنا به ألا تنظر إلى ملة أبيك عبدالله، وجدك عبدالمطلب، وإلى سادة قومك يعبدون اللات والعزى ومناة، فتأخذ به، فما يحملك على ذلك إلا الحاجة، فنحن نجمع لك من أموالنا، فأمروه بترك عبادة الله تعالى، فأنزل الله ﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لكفار مكة: ﴿ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ ﴾ يعنى تعبدون ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ ﴾ من الآلهة ﴿ لَمَّا جَآءَنِيَ ﴾ يعنى حين جاءنى ﴿ ٱلْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ ﴾ يعنى أخلص التوحيد ﴿ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٦٦].
﴿ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ﴾ وذلك أن كفار مكة كذبوا بالبعث، فأخبرهم الله عن بدء خلقهم ليعتبروا فى البعث، فقال تعالى: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ﴾ يعنى آدم، عليه السلام.
﴿ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ﴾ يعنى ذريته ﴿ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ﴾ يعنى مثل الدم ﴿ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ﴾ يعنى ثمانى عشرة سنة، فهو فى الأشد ما بين الثمانى عشرة إلى الأربعين سنة ﴿ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً ﴾ يعنى لكى تكونوا شيوخاً ﴿ وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ﴾ أن يكون شيخاً ﴿ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى ﴾ يعنى الشيخ والشباب جميعاً ﴿ وَلَعَلَّـكُمْ ﴾ يعنى ولكى ﴿ تَعْقِلُونَ ﴾ [آية: ٦٧] يقول: لكى تعقلوا آثار ربكم فى خلقكم بأنه قادر على أن يبعثكم كما خلقكم. ثم قال: ﴿ هُوَ ﴾ الله ﴿ ٱلَّذِي يُحْيِـي ﴾ الموتى ﴿ وَيُمِيتُ ﴾ الأحياء ﴿ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً ﴾ كان فى علمه يعنى البعث ﴿ فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ ﴾ [آية: ٦٨] مرة واحدة لا يثنى قوله.﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ ﴾ يعنى آيات الله القرآن أنه ليس من الله عز وجل ﴿ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ ﴾ [آية: ٦٩] يقول: من أين يعدلون عنه إلى غيره يعنى كفار مكة.


الصفحة التالية
Icon