ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية ليحذروا، فيوحدوه، فقال تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ يعنى قبل أهل مكة من الأمم الخالية يعنى عاداً، وثمود، وقوم لوط.
﴿ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ ﴾ من أهل مكة عدداً ﴿ وَأَشَدَّ قُوَّةً ﴾ يعنى بطشاً.
﴿ وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ ﴾ يعنى أعمالاً وملكاً فى الأرض، فكان عاقبتهم العذاب ﴿ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ [آية: ٨٢] فى الدنيا حين نزل بهم العذاب، يقول: ما دفع عنهم العذاب أعمالهم الخبيثة.﴿ فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾ يعنى بخير العذاب أنه نازل بهم ﴿ فَرِحُواْ ﴾ فى الدنيا يعنى رضوا ﴿ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ ﴾ فقالوا: لن نعذب ﴿ وَحَاقَ بِهِم ﴾ يعنى وجب العذاب لهم بـ ﴿ مَّا كَانُواْ بِهِ ﴾ بالعذاب ﴿ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [آية: ٨٣] أنه غير كائن. يقول تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ﴾ يعنى عذابنا فى الدنيا ﴿ قَالُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ لا شريك له ﴿ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [آية: ٨٤].
يقول الله عز وجل: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ﴾ يعنى عذابنا فى الدنيا، يقول: لم يك ينفعهم تصديقهم بالتوحيد حين رأوا عذابنا ﴿ سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ﴾ بالعذاب فى الذين خلوا من قبل يعنى فى الأمم الخالية إذا عاينوا العذاب لم ينفعهم إيمانهم إلا قوم يونس، فإنه رفع عنه العذاب ﴿ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ﴾ يقول: غبن عند ذلك ﴿ ٱلْكَافِرُونَ ﴾ [آية: ٨٥] بتوحيد الله عز وجل، فاحذروا يا أهل مكة سنة الأمم الخالية، فلا تكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم. قال مقاتل: فرعون أول من طبخ الآجر، وبنى به، وقال: قتل جعفر ذو الجناحين، وابن رواحة، وزيد بنحارثة، بمؤتة قتلهم غسان، وقتل خالد بن الوليد يوم فتح مكة من بنى جذيمة سبعين رجلاً. قال مقاتل: عاد، وثمود ابنا عم، وموسى، وقارون ابنا عم، وإلياس، واليسع ابنا عم، ويحيى، وعيسى ابنا خالة. قال مقاتل: أم عبدالمطلب سلمى بنت زيد بن عدى، من بنى عدى بن النجار، وأم النبى صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب، من بنى عبد مناف بن زهرة.