قال: ﴿ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ ﴾ في الدنيا ﴿ قُرَنَآءَ ﴾ من الشياطين، يقول: وهيأنا لهم قرناء في الدنيا.
﴿ فَزَيَّنُواْ لَهُم ﴾، يقول: فحسنوا لهم، كقوله:﴿ كَذٰلِكَ زُيِّنَ ﴾[يونس: ١٢]، يقول: حسن ﴿ مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ﴾، يعني من أمر الآخرة، وزينوا لهم التكذيب بالبعث والحساب والثواب والعقاب أن ذلك ليس بكائن.
﴿ وَ ﴾ زينوا لهم ﴿ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾ من الدنيا، فحسنوه في أعينهم، وحببوها إليهم حتى لا يعلموا خيراً.
﴿ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ ﴾، يعني وجب عليهم العذاب.
﴿ فِيۤ أُمَمٍ ﴾، يعني مع أمم.
﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ ﴾، يعني من قبل كفار مكة.
﴿ مِّنَ ﴾ كفار ﴿ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ ﴾ من الأمم الخالية.
﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ﴾ [آية: ٢٥].
﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾، يعني الكفار.
﴿ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ ﴾ [آية:........]ـ، إلى ثلاث آيات، وهذا قول أبى جهل، وأبي سفيان لكفار قريش، قالوا لهم: إذا سمعتم القرآن من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فارفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم، حتى تلبسوا عليهم قولهم فيسكتون، فذلك قوله: ﴿ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ ﴾ بالأشعار والكلام.
﴿ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [آية: ٢٦]، يعني لكي تغلبونهم فيسكتون. فأخبر الله تعالى بمستقرهم في الآخرة، فقال: ﴿ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً ﴾، يعني أبا جهل وأصحابه.
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [آية: ٢٧] من الشرك.﴿ ذَلِكَ ﴾ العذاب ﴿ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ ﴾، يعني أبا جهل وأصحابه.
﴿ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ ﴾ لا يموتون.
﴿ جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا ﴾، يعني بآيات القرآن.
﴿ يَجْحَدُون ﴾ [آية: ٢٨] أنه ليس من الله تعالى، وقد عرفوا أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادق في قوله، ونزل في أبي جهل بن هشام، وأبي بن خلف:﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ... ﴾[فصلت: ٤٠] الآية.﴿ وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ ﴾؛ لأنهما أول من أقاما على المعصية من الجن إبليس، ومن الإنس ابن آدم قاتل هابيل رأس الخطيئة.
﴿ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا ﴾، يعني من أسفل منا في النار.
﴿ لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ ﴾ [آية: ٢٩] في النار. ثم أخبر عن المؤمنين، فقال: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ﴾، فعرفوه.
﴿ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ ﴾ على المعرفة، ولم يرتدوا عنها.
﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ ﴾ في الآخرة من السماء، وهم الحفظة.
﴿ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [آية: ٣٠] وذلك أن المؤمن إذا خرج من قبره، فينفض رأسه، وملكه قائم على رأسه يسلم عليه، فيقول الملك للمؤمن: أتعرفنى؟ فيقول: لا، فيقول: أنا الذي كنت أكتب عملك الصالح، فلا تخف ولا تحزن، وأبشر بالجنة التي كنت توعد، وذلك أن الله وعدهم على ألسنة الرسل في الدنيا الجنة.


الصفحة التالية
Icon