قوله: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً ﴾، وذلك أن كفار قريش كانوا إذا رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على يسار أبي فكيهة اليهودي، وكان أعجمي اللسان، غلام عامر بن الحضرمي القرشي يحدثه، قالوا: ما يعلمه إلا يسار أبو فكيهة، فأخذه سيده فضربه، وقال له: إنك تعلم محمداً صلى الله عليه وسلم، فقال يسار: بل هو يعلمني، فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً ﴾، يقول: بلسان العجم.
﴿ لَّقَالُواْ ﴾، لقال كفار مكة: ﴿ لَوْلاَ فُصِّلَتْ ﴾، يقول: هلا بينت ﴿ آيَاتُهُ ﴾ بالعربية حتى نفقه ونعلم ما يقول محمد.
﴿ ءَاعْجَمِيٌّ ﴾، ولقالوا: إن القرآن أعجمي أنزل على محمد.
﴿ وَ ﴾ وهو ﴿ وَعَرَبِيٌّ قُلْ ﴾ نزله الله عربياً لكي يفقهوه، ولا يكون لهم علة، يقول الله تعالى: ﴿ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى ﴾ من الضلالة.
﴿ وَشِفَآءٌ ﴾ لما في القلوب للذي فيه من التبيان، ثم قال: ﴿ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ بالآخرة، يعني لايصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال.
﴿ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ ﴾ يعني ثقل، فلا يسمعون الإيمان بالقرآن.
﴿ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾، يعني عموا عنه، يعني القرآن، فلم يبصروه ولم يفقهوه.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [آية: ٤٤] إلى الإيمان بأنه غير كائن؛ لأنهم صم عنه، وعمي، وفي آذانهم وقر. قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ ﴾، يقول: أعطينا موسى التوراة.
﴿ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ ﴾، يقول: فكفر به بعضهم.
﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ﴾، وهى كلمة الفصل بتأخير العذاب عنهم إلى أجل مسمى، يعني يوم القيامة، يقول: لولا ذلك الأجل.
﴿ لَقُضِيَ ﴾، يعني بين الذين آمنوا وبين الذين اختلفوا وكفروا بالكتاب، لولا ذلك الأجل، لنزل بهم العذاب في الدنيا.
﴿ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ﴾، يعني من الكتاب.
﴿ مُرِيبٍ ﴾ [آية: ٤٥]، يعني أنهم لا يعرفون شكهم. ثم قال: ﴿ مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ ﴾ العمل.
﴿ فَعَلَيْهَا ﴾، يقول: إساءته على نفسه.
﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ [آية: ٤٦].
﴿ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ ﴾، وذلك" أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عن الساعة، فإن كنت رسولاً كما زعمت علمتها، وإلا علمنا أنك لست برسول، ولا نصدقك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يعلمها إلا الله، أرد علمها إلى الله "، فقال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: فإن كنت رددت علمها، يعني علم الساعة إلى الله، فإن الملائكة والخلق كلهم ردوا علم الساعة "، يعني القيامه، إلى الله عز وجل.
﴿ وَ ﴾ يعلم ﴿ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا ﴾، يعني من أجوافها، يعني الطلع.
﴿ وَ ﴾ يعلم ﴿ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ ﴾ ذكراً أو أنثى، سوياً وغير سوي، يقول: ﴿ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ﴾، يقول: لا تحمل المرأة الولد، ولا تضعه إلا بعلمه.
﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ ﴾، يقول: أسمعناك، كقوله:﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ﴾[الانشقاق: ٢]، يقول: سمعت لربها.
﴿ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ ﴾ [آية: ٤٧] يشهد بأن لك شريكاً، فتبرءوا يومئذ من أن يكون مع الله شريك.


الصفحة التالية
Icon