قال: ﴿ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَان ﴾ بالخير والعافية.
﴿ أَعْرَضَ ﴾ عن الدعاء، فلا يدعو ربه.
﴿ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ﴾، يقول: وتباعد بجانبه عن الدعاء في الرخاء.
﴿ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ ﴾، بلاء أو شدة أصابته.
﴿ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ ﴾ [آية: ٥١]، يعني دعاء كبير يسأل ربه أن يكشف ما به من الشدة في الدعاء، ويعرض عن الدعاء في الرخاء.﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لكفار مكة: ﴿ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ ﴾ هذا القرآن ﴿ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ ﴾، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا القرآن إلا شىء ابتدعته من تلقاء نفسك، أما وجد الله رسولاً غيرك، وأنت أحقرنا، وأنت أضعفنا ركناً، وأقلنا جنداً، أو يرسل ملكاً، إن هذا الذي جئت به لأمر عظيم، يقول الله: ﴿ مَنْ أَضَلُّ ﴾، يقول: فلا أحد أضل.
﴿ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [آية: ٥٢]، يعني في ضلال طويل. ثم خوفهم، فقال: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا ﴾، يعني عذابنا.
﴿ فِي ٱلآفَاقِ ﴾، يعني في البلاد ما بين اليمن والشام، عذاب قوم عاد، وثمود، وقوم لوط، كانوا تمرون عليهم، ثم قال: ﴿ وَ ﴾ نريهم العذاب ﴿ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ ﴾، فهو القتل ببدر.
﴿ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ ﴾، يعني أن هذا القرآن الحق من الله عز وجل.
﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ ﴾ شاهداً أن هذا القرآن جاء من الله عز وجل.
﴿ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [آية: ٥٣]، كقوله في الأنعام:﴿ قُلِ ٱللَّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾[الأنعام: ١٩].
﴿ أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ ﴾، يعني في شك من البعث وغيره.
﴿ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطُ ﴾ [آية: ٥٤].