﴿ هَـٰذَا ﴾ القرآن ﴿ بَصَائِرُ لِلنَّاسِ ﴾، يقول: هذا القرآن بصيرة للناس من الضلالة.
﴿ وَ ﴾ وهو ﴿ وَهُدًى ﴾ من الضلالة.
﴿ وَرَحْمَةٌ ﴾ من العذاب لمن آمن به.
﴿ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [آية: ٢٠] بالقرآن أنه من الله تعالى.﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾، وذلك أن الله أنزل أن للمتقين عند ربهم في الآخرة جنات النعيم، فقال كفار مكة، بنو عبد شمس بن عبد مناف بمكة، لبني هاشم ولبني عبدالمطلب بن عبد مناف للمؤمنين منهم: إنا نعطى في الآخرة من الخير مثل ما تعطون، فقال الله تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجْتَرَحُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾، يعني الذين عملوا الشرك، يعني كفار بني عبد شمس.
﴿ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ من بني هاشم، وبني المطلب، منهم: حمزة، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، وعمر بن الخطاب.
﴿ سَوَآءً مَّحْيَاهُمْ ﴾ في نعيم الدنيا.
﴿ وَ ﴾ سواء ﴿ وَمَمَاتُهُمْ ﴾ في نعيم الآخرة.
﴿ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [آية: ٢١]، يقول: بئس ما يقضون من الجور حين يرون أن لهم في الآخرة ما للمؤمنين، في الآخرة الدرجات في الجنة ونعيمها للمؤمنين، والكافرون في النار يعذبون. قوله: ﴿ وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ﴾، يقول: لم أخلقهما عبثاً لغير شىء، ولكن خلقتهما لأمر هو كائن.
﴿ وَلِتُجْزَىٰ ﴾، ويقول: ولكي تجزى ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾، يعني بما عملت في الدنيا من خير أو شر.
﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [آية: ٢٢] في أعمالهم، يعني لا ينقصون من حسناتهم، ولا يزاد في سيئاتهم. قوله: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ ﴾، يعني الحارث بن قيس السهمي اتخذ إلهه هوى، وكان من المستهزئين، وذلك أنه هوى الأوثان فعبدها.
﴿ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴾ علمه فيه.
﴿ وَخَتَمَ ﴾، يقول: وطبع.
﴿ عَلَىٰ سَمْعِهِ ﴾، فلا يسمع الهدى.
﴿ وَ ﴾ على ﴿ وَقَلْبِهِ ﴾، فلا يعقل الهدى.
﴿ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾، يعني الغطاء.
﴿ فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ ﴾ إذ أضله الله.
﴿ أَفَلاَ ﴾ يعني أفهلا ﴿ تَذَكَّرُونَ ﴾ [آية: ٢٣] فتعتبروا في صنع الله فتوحدونه.﴿ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾، يعني نموت نحن ويحيا آخرون، فيخرجون من أصلابنا، فنحن كذلك، فما نبعث أبداً.
﴿ وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ٱلدَّهْرُ ﴾، يقول: وما يميتنا إلا طول العمر، وطول اختلاف الليل والنهار، ولا نبعث، يقول الله تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ ﴾ بأنهم لا يبعثون.
﴿ إِنْ هُمْ ﴾، يقول: ما هم ﴿ إِلاَّ يَظُنُّونَ ﴾ [آية: ٢٤]، ما يستيقنون، وبالظن تكلموا على غيرهم أنهم لا يبعثون.﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا ﴾، يعني القرآن.
﴿ بَيِّنَاتٍ ﴾، يعني واضحات من الحلال والحرام.
﴿ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ ﴾ حين خاصموا النبي صلى الله عليه وسلم في الرعد، حين قالوا: سير لنا الجبال، وسخر لنا الرياح، وابعث لنا رجلين أو ثلاثة من قريش من آبائنا، منهم قصي بن كلاب، فإنه كان صدوقاً، وكان إمامهم، فنسألهم عما تخبرنا به أنه كائن بعد الموت، فذلك قوله تعالى: ﴿ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ ﴾ ﴿ إِلاَّ أَن قَالُواْ ﴾ للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آية: ٢٥]، هذا قول أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ابعث لنا رجلين أو ثلاثة إن كنت من الصادقين بأن البعث حق.