وقوله: ﴿ وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ ﴾ فهو عبدالرحمن بن أبي بكر، وأمه رومان بنت عمرو بن عامر الكندي دعاه أبواه إلى الإسلام وأخبراه بالعبث بعد الموت، فقال لوالديه: ﴿ أُفٍّ لَّكُمَآ ﴾ يعني قبحاً لكما الردىء من الكلام ﴿ أَتَعِدَانِنِيۤ أَنْ أُخْرَجَ ﴾ من الأرض يعني أن يبعثنى بعد الموت ﴿ وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي ﴾ يعني الأم الخالية فلم أرا أحداً منهم يبعث، فأين عبدالله بن جدعان؟ وأين عثمان بن عمرو؟ وأين عامر بن عمرو؟ كلهم من قريش وهم أجداده، فلم أر أجداً منهم أتانا، فقال أبواه: اللهم اهده، اللهم أقبل بقلبه إليك، اللهم تب عليه، فذلك قوله: ﴿ وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ ٱللَّهَ ﴾ يعني يدعوان الله له بالهدى، أن يهديه ويقبل بقلبه، ثم يقولان: ﴿ وَيْلَكَ آمِنْ ﴾ صدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ﴾ عبدالرحمن ﴿ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ ﴾ [آية: ١٧] ماهذا الذي تقولان إلا كأحاديث الأولين.