ثم قال: ﴿ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ﴾ الشرك، يقول: شبه الجنة في الفضل، والخير كشبه النار في الشدة وألوان العذاب، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب، وما أعد لأهل النار من الشدة وألوان العذاب، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب، وما أعد لأهل النار من الشراب. فقال: ﴿ فِيهَآ ﴾ يعني في الجنة ﴿ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ ﴾ يقول: لا يتغير كما يتغير ماء أهل النار فينتن ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ﴾ كما يتغير لبن أهل الدنيا عن حاله الأولى فيمخض ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ﴾ لا يصدون عنها، ولا يسكرون كخمر الدنيا تجرى لذة للشاربين ﴿ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى ﴾ ليس فيها عكر، ولا كدر كعسل أهل الدنيا، فهذه الأنهار الأربعة تفجر من الكوثر إلى سائر أهل الجنة. قوله: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم ﴿ مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ فهذا للمتقين الشرك في الآخرة، ثم ذكر مستقر الكفار، فقال: ﴿ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ ﴾ يعني أبا جهل بن هشام، وأبا حذيفة المخزوميين وأصحابهما في النار ﴿ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً ﴾ يعني شديد الحر الذي قد انتهى حره تستعر عليهم جهنم، فهي تغلي منذ خلقت السماوات والأرض ﴿ فَقَطَّعَ ﴾ الماء ﴿ أَمْعَآءَهُمْ ﴾ [آية: ١٥] في الخوف من شدة الحر.