ثم قال: ﴿ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ ﴾ معشر المؤمنين ﴿ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ ﴾ أموالكم ﴿ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ يعني في طاعة الله ﴿ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ﴾ بالنفقة في سبيل الله ﴿ وَمَن يَبْخَلْ ﴾ بالنفقة ﴿ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ ﴾ بالخير والفضل ﴿ عَن نَّفْسِهِ ﴾ في الآخرة لأنه لو أنفق في حق الله أعطاه الله الجنة في الآخرة ﴿ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ ﴾ عما عندكم من الأموال ﴿ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ ﴾ إلى ما عنده من الخير والرحمة والبركة ﴿ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ ﴾ يقول: تعرضوا عما افترضت عليكم من حقي ﴿ يَسْتَبْدِلْ ﴾ بكم ﴿ قَوْماً غَيْرَكُمْ ﴾ يعني أمثل منكم وأطوع الله منكم ﴿ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم ﴾ [آية: ٣٨] في المعاصي بل يكونوا خيراً منكم وأطوع. قوله: " إن تنصروا الله " حتى يوحد " ينصركم " على عدوكم " ويثبت أقدامكم " فلا نزول عند اللقاء عن التوحيد. قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" نصرت بالرعب مسيرة شهر "فما ترك التوحيد قوم إلا سقطوا من عين الله، وسلط عليهم السبي، " وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم " يعني الأنصار.