﴿ سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ ﴾ مخافة القتال وهم مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع ﴿ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ﴾ في التخلف وكانت منازلهم بين مكة والمدينة ﴿ فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ﴾ يعني يتكلمون بألسنتهم ﴿ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ من أمر الاستغفار لا يبالون استغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم أم لا ﴿ قُلْ ﴾ لهم يا محمد: ﴿ فَمَن يَمْلِكُ ﴾ يعني فمن يقدر ﴿ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً ﴾ نظيرها في الأحزاب ﴿ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً ﴾ يعني الهزيمة ﴿ أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً ﴾ يعني الفتح والنصر، يعني حين يقول: فمن يملك دفع الضر عنكم، أو منع النفع غير الله، بل الله يملك ذلك كله. ثم استأنف ﴿ بَلْ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾ [آية: ١١] في تخلفكم وقولكم إن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه كلفوا شيئاً لا يطيقونه، ولا يرجعون أبداً، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بهم فاستنفرهم، فقال بعضهم لبعض: إن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكلة رأس لأهل مكة لا يرجع هو وأصحابه أبداً فأين تذهبون؟ أتقتلون أنفسكم؟ انتظروا حتى تنظروا ما يكون من أمره، فأنزل الله عز وجل لقولهم له قالوا: ﴿ شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا ﴾.