﴿ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ ﴾ عن الحديبية مخافة القتل ﴿ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ﴾ يعني غنائم خيبر ﴿ ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ﴾ إلى خيبر، وكان الله تعالى وعد نبيه صلى الله عليه وسلم بالحديبية أن يفتح عليه خيبر، ونهاه عن أن يسير معه أحد من المتخلفين، فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية يريد خيبر، قال المخلفون: ذرونا نتبعكم فنصيب معكم من الغنائم، فقال الله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ ﴾ يعني أن يغيروا كلام الله الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ألا يسير معه أحد منهم ﴿ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ ﴾ يعني هكذا ﴿ قَالَ ٱللَّهُ ﴾ بالحديبية ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ خيبر أن لا تتبعونا ﴿ فَسَيَقُولُونَ ﴾ للمؤمنين إن الله لم ينهكم ﴿ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ﴾ بل منعكم الحسد أن نصيب معكم الغنائم. ثم قال: ﴿ بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾ النهي من الله ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [آية: ١٥] منهم.