ثم قال: ﴿ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا ﴾ مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة ﴿ فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ ﴾ يعني غنيمة خيبر ﴿ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ ﴾ يعني حلفاء أهل خيبر أسد، وغطفان جاءوا لينصروا أهل خيبر، وذلك أن مالك بن عوف النضري، وعيينة بن حصن الفزاري، ومن معهما من أسد وغطفان جاءوا لينصروا أهل خيبر، فقذف الله في قلوبهم الرعب، فانصرفوا عنهم، فذلك قوله: ﴿ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ ﴾ يعني أسد وغطفان.﴿ وَلِتَكُونَ ﴾ يعني ولكي تكون هزيمتهم من غير قتال ﴿ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ [آية: ٢٠] يعني تزدادون بالإسلام تصديقاً مما ترون من عدة الله في القرآن من الفتح والغنيمة كما قال نظيرها في المدثر:﴿ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِيمَاناً ﴾[المدثر: ٣١]، يعني تصديقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به في خزنة جهنم.


الصفحة التالية
Icon