فنزلت فيه بعد الآية الأولى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ ﴾ يعني يخفضون كلامهم ﴿ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ ﴾ يعني أخلص الله ﴿ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ ﴾ لذنوبهم ﴿ وَأَجْرٌ ﴾ يعني جزاء ﴿ عَظِيمٌ ﴾ [آية: ٣] يعني: الجنة، فقال ثابت بعد ذلك: مايسرني أني لم أجهر بصوتي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأني لم أخفض صوتي إذا امتحن الله قلبي للتقوى، وجعل لي مغفرة لذنوبي، وجعل لي أجراً عظيماً يعني الجنة، فلما كان على عهد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، غزا ثابت إلى اليمامة فرأى المسلمين قد انهزموا، فقال لهم: أف لكم، ولما تصنعون، اللهم إني اعتذر إليك من صنيع هؤلاء، ثم نظر إلى المشركين، فقال: أف لكم، ولما تعبدون من دون الله، اللهم إني أبرأ إليك مما يعبد هؤلاء، ثم قاتلهم حتى قُتل، رحمة الله عليه.