قوله: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ ﴾ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي إلى بني المصطلق، وهم حي من خزاعة، ليقبض صدقة أموالهم، فلما بلغهم ذلك فرحوا واجتمعوا ليتلقوه، فبلغ الوليد ذلك فخافهم على نفسه، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية من أجل شىء كانوا أصابوه، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: طردوني ومنعوني الصدقة، وكفروا بعد إسلامهم، فلما قال ذلك انتدب المسلمون لقتالهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إلا حتى أعلم العلم "، فلما بلغهم أن الوليد رجع من عندهم، بعثوا وفداً من وجوههم فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فقالوا: يا رسول الله، إنك أرسلت إلينا من يأخذ صدقتنا فسررنا بذلك، وأردنا أن نتلقاه، فذكر لنا أنه رجع من بعض الطريق فخفنا أنه إنما رده غضب علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، والله ما رأيناه ولا أتانا، ولكن حمله على ذلك شىء كان بيننا وبينه في الجاهلية، فهو يطلب يدخل الجاهلية، فصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم. فأنزل الله في الوليد ثلاث آيات متواليات بفسقه وكذبه ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ ﴾ يقول: إن جاءكم كاذب بحديث كذب ﴿ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ ﴾ قتل ﴿ قَوْمَا بِجَهَالَةٍ ﴾ وأنتم جهال بأمرهم، يعني بني المصطلق ﴿ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ يعني الذين انتبدوا لقتال بني المصطلق [آية: ٦].


الصفحة التالية
Icon