﴿ قَالَ قرِينُهُ ﴾ يعني صاحبه وهو شيطانه الذي كان يزين له الباطل والشر ﴿ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ ﴾ فيما يعتذر إلى ربه يقول: لم يكن لي قوة أن أضله بغير سلطانك ﴿ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ﴾ [آية: ٢٧] يعني شيطانه ولكن كان في الدنيا الوليد بن المغيرة المخزومي في ضلال بعيد في خسران طويل ﴿ قَالَ ﴾ الله تعالى لابن آدم وشيطانه الذي أغواه: ﴿ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ ﴾ يعني عندي ﴿ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ ﴾ [آية: ٢٨] يقول: قد أخبرتكم في الدنيا بعذابي في الآخرة.﴿ مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ ﴾ يعني عندي الذي قلت لكم في الدنيا من الوعيد قد قضيت ما أنا قاض ﴿ وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ [آية: ٢٩] يقول: لم أعذب على غير ذنب ﴿ يَوْمَ نَقُولُ ﴾ يقول الرب ﴿ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴾ [آية: ٣٠] فينتقض. قال مقاتل: قال ابن عباس: وتقول قط قط، وتقول قد امتلأت، فليس في مزيد، تقول: ليس في سعة، وفي الجنة سعة، فيخلق الله لها خلقاً فيسكنون فضاءها.


الصفحة التالية
Icon