﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ ﴾ [آية: ١٠] بعدما كان يضرب في كل يوم مرتين حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. قال أبو محمد: قال أبو العباس: ﴿ وَٱزْدُجِرَ ﴾ دفع عما أراد منهم. فأجابه الله تعالى: ﴿ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ ﴾ أربعين يوماً ﴿ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴾ [آية: ١١] يعني منصب كثير ﴿ وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ ﴾ أربعين يوماً ﴿ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾ [آية: ١٢] وذلك أن ماء السماء وماء الأرض قدر الله تعالى كليهما، فكانا سواء لم يزاد ماء السماء على ماء الأرض، كان ماء السماء بارداً مثل الثلج، وماء الأرض حاراً مثل الحميم، فذلك قوله: ﴿ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴾ لأن الماء ارتفع فوق كل جبل ثلاثين يوماً، ويقال: أربعين ذراعاً، فكان الماء الذي على الأرض، والذي على رءوس الجبال فابتلعت الأرض ماءها، وبقى ماء السماء أربعين يوماً، لم تشربه الارض، فهذه البحور التي على الأرض منها.﴿ وَحَمَلْنَاهُ ﴾ نوحاً ﴿ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ ﴾ يعني ألواح السفينة، وهي من ساج، ثم قال: ﴿ وَدُسُرٍ ﴾ [آية: ١٣] يعني مسامير من حديد تشد به السفينة، كان بابها فىعرضها ﴿ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ﴾ يقول: تجري السفينة في الماء بعين الله تعالى، فأغرق الله قوم نوح، فذلك الغرق ﴿ جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴾ [آية: ١٤] يعني نوحاً المكفور به.