ثم خوف كفار مكة، فقال: ﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ ﴾ يعني أكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير من كفار الأمم الخالية الذين ذكرهم في هذه السورة، يقول: أليس أهلكتهم بالعذاب بتكذيبهم الرسل، فلستم خيراً منهم إن كذبتم محمداً صلى الله عليه وسلم أن يهلككم بالعذاب ﴿ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ ﴾ [آية: ٤٣] يعني في الكتاب يقول: ألكم براءة من العذاب في الكتاب أنه لن يصيبكم من العذاب ما أصاب الأمم الخالية؟ فعذبهم الله ببدر بالقتل ﴿ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ ﴾ [آية: ٤٤] من عدونا يعني محمداً صلى الله عليه وسلم، وأصحابه يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ ﴾ يعني جمع أهل بدر ﴿ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ﴾ [آية: ٤٥] يعني الأدبار لا يلوون على شىء، وقتل عبدالله بن مسعود أبا جهل بن هشام بسيف أبي جهل، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في جسده مثل لهب النار، قال:" ذلك ضرب الملائكة "، وأجهز على أبي جهل عوف ومعاذ ابنا عفراء.


الصفحة التالية
Icon