ثم أوعدهم، قال: ﴿ بَلِ ٱلسَّاعَةُ ﴾ يعني يوم القيامة ﴿ مَوْعِدُهُمْ ﴾ بعد القتل ﴿ وَٱلسَّاعَةُ ﴾ يعني والقيامة ﴿ أَدْهَىٰ ﴾ يعني أفظع ﴿ وَأَمَرُّ ﴾ [آية: ٤٦] من القتل يقول: القتل يسير ببدر، ولكن عذاب جهنم أدهى وأمَرُّ عليهم من قتل بدر، ثم أخبر عنهم، فقال: ﴿ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾ في الدنيا ﴿ فِي ضَلاَلٍ ﴾ يعني في شقاء ﴿ وَسُعُرٍ ﴾ [آية: ٤٧] يعني وعناء، ثم أخبر بمستقرهم في الآخرة، فقال: ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ﴾ بعد العرض تسحبهم الملائكة، وتقول الخزنة: ﴿ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ﴾ [آية: ٤٨] يعني عذاب سقر ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [آية: ٤٩] يقول: قدر الله لهم العذاب ودخول سقر ﴿ وَمَآ أَمْرُنَآ ﴾ في الساعة ﴿ إِلاَّ وَاحِدَةٌ ﴾ يعني إلا مرة واحدة لا مثنوية لها ﴿ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ ﴾ [آية: ٥٠] يعني مجنوح الطرف ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ ﴾ بالعذاب ﴿ أَشْيَاعَكُمْ ﴾ يعني عذبنا إخوانكم أهل ملتكم، يا أهل مكة، يعني الأمم الخالية حين كذبوا رسلهم ﴿ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [آية: ٥١] يقول: فهل من متذكر فيعلم أن ذلك حق فيعتبر ويخاف، فلا يكذب محمداً صلى الله عليه وسلم.