ثم نعت الجنتين، فقال: ﴿ ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ ﴾ [آية: ٤٨] يعني ذواتا أغصان يتماس أطراف شجرها بعضه بعضاً كالمعروشات ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [آية: ٥٠] في عين أخدود من ماء غير آسن ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ ﴾ من كل ألوان الفاكهة ﴿ زَوْجَانِ ﴾ [آية: ٥٢] يعني صنفان ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ ﴾ يعني نعماء ﴿ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ﴾ يعني ظاهرها من الديباج الأخضر فوق الفرش الديباج، وهى بلغة فارس، نظيرها في آخر السورة ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ ﴾ [الرحمن: ٧٦]، يعني المحابس الخضر على الفرش. ثم قال: ﴿ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ ﴾ [آية: ٥٤] يعني ثمره، وجنى الشجر في الجنتين دان، يقول: ما يجتنى في الجنتين دان يقول: طول الشجر لهذا المجتنى قريب يتناوله الرجل إن شاء جالساً، وإن شاء أو متكئاً، أو قائماً ﴿ فَبِأَيِّ آلاۤءِ ﴾ يعني نعماء ﴿ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [آية: ٥٥].


الصفحة التالية
Icon